ثم إنك لتعجب من أمر الشيخ رضا والإشكالات التي يثيرها لرد الحديث النبوي فإذا كان الحديث عند البخاري ولم يوافق عليه أتى عليه بالتأويل والتشكيك كما فعل مع حديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - وانشقاق القمر.
وإن كان عند مسلم أو غيره من الأئمة احتج عليهم بعدم رواية البخاري له في صحيحة وذلك لشدة تحريه فهو لا يسير على منهج معين في التعامل مع الحديث النبوي الشريف.
٢ - قوله: من الإشكال المعنوي في هذه الحكاية أن تميماً وأصحابه الثلاثين كانوا من عرب الشام، والمتبادر أنهم ركبوا سفينتهم من بعض ثغورهم في البحر المتوسط وقد ذكرت فاطمة بنت قيس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعد أن سرد للناس الحكاية:
فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت حدثتكم به عنه - أي الدجال - وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق». قالت: فحفظت هذا من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ثم قال: «فإن صح الحديث روايةً فهذا التردد من النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكان الجزيرة التي ذكرها تميم الداري في أي البحرين هي؟ ثم إضرابه عنهما وجزمه بأنه من جهة المشرق إلخ، إشكال آخر في متنه، وينظر إلى اختلاف الروايات الأخرى في مكان الدجال بعين وينظر إلى اختلاف الروايات في ابن صياد بالعين الأخرى، وينظر بالعينين كلتيهما إلى سبب هذا التردد،