للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرد:

عدم رؤية الجساسة أو المسيح الدجال ليس دليلاً على أنه غير موجود أو أن قصته مكذوبة وموضوعة. فيأجوج ومأجوج نؤمن بهم وأنهم موجودون ولكن لا نعلم مكانهم، ولم يسبق لأحد أن التقى بهم على الرغم من أن البشر مسحوا الأرض شبراً شبراً ولا يوجد مكان على وجه الأرض لم تطأه قدم بشر خاصةً في زمننا هذا، والذي تطورت فيه وسائل النقل والاستكشاف بشكل لم يسبق إليه من قبل.

فالله سبحانه وتعالى له حكمة في إخفاء مكان يأجوج ومأجوج وكذلك له حكمة أيضا في إخفاء المسيح الدجال والجساسة، وذلك لأن ظهوره علامة من علامات الساعة الكبرى، ولن يكون له ظهور إلا إذا أذن الله بذلك، وعلى هذا فمن الطبيعي أن يخفيه الله عن أعين البشر فلا يصل إليه أحد، ما دام أن أوان الساعة لم يحن بعد. ثم إنه ليس من المستحيل أن يخفيه الله عن أعين البشر، خاصةً وأن بقاءه مرتبط بحكمة إلهية كبرى يتوقف عليها مصير البشرية كلها بل الكون أجمع. (١)

ولكن قد يتساءل سائل فيقول: إذا كيف رآه تميم وصحبه دون الناس؟ ؟

فتقول، في الحقيقة أن رؤية تميم له كانت بتقدير الله وبعلم الله كرامة لتميم وصحبه، وتقريراً لصدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ أنه وافق ما يقوله النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه، وليزيد الله في بيان أمره ليحذروه ويسألوا الله أن يقيهم شره وأن يعصمهم منه.


(١) المدرسة العقلية الحديثة، شفيق شقير صـ ٣٢١.

<<  <   >  >>