في المهدي موضوعة ومكذوبة وضعها الشيعة وغير الشيعة أيضا، لأسباب سياسية أو لأسباب أخرى.
ولكن هذه الأحاديث تتبعها أئمة الحديث وبينوا المكذوب منها من الصحيح، ثم إنه إذ كان هناك أحاديث موضوعة أو كذوبة في هذا الباب فإنه ليس معنى هذا أنه لم يرد فيها أحاديث صحيحة، ثم إنه إذ كان هناك روايات موضوعة في المهدي تعصباً، فإن ذلك لا يجعلنا نترك ما صح من الروايات فيه، والروايات الصحيحة جاء فيها ذكر صفته واسمه واسم أبيه.
ثم إنه لا يجوز أن ترد الأحاديث الصحيحة الواردة في ظهور المهدي من أجل خرافات الشيعة وأباطيلهم، فالشيعة لهم قول في المهدي لا يعتد به عند أهل السنة، وهو قول شاذ ولا دليل عليه، ومخالف للعقل، فهم يعتقدون أن المهدي قد دخل في سرداب في سامراء منذ أكثر من ألف سنة ولم يخرج إلى الآن، وأنه سوف يخرج في آخر الزمان.
قال ابن القيم في كلامه على المهدي عند الشيعة والرافضة: «وأما الرافضة الإمامية فلهم قول رابع، وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار، الذي يورث العصا ويختم الفضاء، دخل سرداب سامرا طفلا صغيرا من أكثر من خمسمائة سنة فلم تره بعد ذلك عين، ولم يحس فيه بخبر ولا أمر، وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون به أن