ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم وضحكة ليسخر منهم كل عاقل». (١)
خامسا: أما بالنسبة لقوله بأن الاعتقاد في ظهور المهدي ترتب عليها فتن وفساد وكثرة دعاة المهدي، فإن ذلك حتى ولو كان صحيحاً فإنه لا يسوغ رد الصحيح من الأحاديث الواردة في المهدي، كيف وهو لا يصح سبباً، فإن سبب ذلك هو الجهل والهوى، ولو علم الناس السنة وتجردوا ومن الهوى لما وقع ذلك.
فوقوع الفتنة بسبب فهم خاطئ لأحاديث صحيحة لا يصلح حجة لرد تلك الأحاديث، أوليس الخوارج فتنوا بنصوص الوعيد والمرجئة بنصوص الوعد؟ والمعطلة والمشبهة بنصوص الصفات بسبب فهمهم الخاطئ لها؟ فهل يعني ذلك رد تلك النصوص؟
ولو جاز رد النصوص الثابتة بسبب فهم بعض الفرق الخاطئة لها، وإفراطهم أو تفريطهم فيها لكان ذلك باباً واسعاً لرد الشريعة كلها بأصولها وفروعها، إذ إنه ما من نص قرآني أو نبوي أفاد حكماً شرعياً إلا وله