للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوضع، وثارت حول هذه الرسالة ضجة انتهت بمصادرتها ودافع أدهم عن نفسه بأن ما قاله قد وافقه عليه أدباء وعلماء كبار، ذكر منهم أحمد أمين، ولم يُكذب أحمد أمين ما قاله، بل كتب ما يفيد تألمه مما حصل لصاحبه واعتبر ذلك محاربةً لحرية الرأي، وحجر عثرة في سبيل البحوث العلمية». (١)

وفي الأخير جاء المدعو أبو زيد الدمنهوري وألف كتاباً أسماه «الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن» وقد أحدث هذا الكتاب ضجة كبرى في المحيط العلمي وثورة ساخطة من شيوخ الأزهر على مؤلفه، وانتهى الأمر بمصادرة الكتاب والحكم على صاحبه بالزيغ والضلال (٢)،

ويتلخص قول هذا الضال المضل في السنة أنها نكبة على المسلمين وعلى دين الله عز وجل وهو يتمنى إحراقها وإعدامها من الوجود، وتكون نقطة بداية التحريق من صحيح البخاري فمسلم فيرتاح الناس من شر ما فيهما.

هذا هو الأثر الفكري الأول لرد رشيد رضا للأحاديث الصحيحة الصريحة المتواترة في أشراط الساعة الكبرى وهو فتح باب الطعن في السنة ولج منه كل مبغض للسنة النبوية من أصحاب الأفكار المنحرفة، وآراء رشيد رضا بلا شك كانت سبباً في جرأة كثير منهم على السنة، وذلك عندما تجرأ هو وبدأ في التشكيك في صحتها، ونشر ذلك في مجلته المنار، وبدأ بعد ذلك في نشر المقالات التي تطعن في السنة، دون التعليق عليها أو بيان خطئها، فكان كأنه مؤيداً ما يقولون.


(١) منهاج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير ٧٤٦.
(٢) «الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم» للدكتور محمد حسين الذهبي صـ ٩٤، و» منهاج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير» صـ ٧٣٦.

<<  <   >  >>