للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحدث في فجر الإسلام عن الحديث النبوي فمزج السم بالدسم وخلط الحق بالباطل كما يقول الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله. (١)

حيث زعم أن هناك أموراً كثيرة تضعف من حجية السنة، منها أن الحديث لم يدون في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزعم أنه نشأ عن هذا كثرة الوضع والكذب على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ساعد على ذلك كثرة دخول الشعوب في الإسلام، وزعم أن علماء الحديث إنما اعتنوا بالسند ولم يعتنوا بنقد المتن عشر عنايتهم بالسند، ثم شكك في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - وفي حفظه؟ !

وأنت قد لا تجد في كلامه نصاً صريحاً واضحاً في إنكار حجية السنة، فهو أدهى من أن يظهر هذا، بل يرشد من يريد إنكار حجية السنة إلى السبيل لذلك فيقول للدكتور علي حسن عبد القادر «إن الأزهر لا يقبل الآراء العلمية الحرة، فخير طريقة لبث ما تراه مناسبا من أقوال المستشرقين ألا تنسبها إليهم صراحة، ولكن ادفعها إلى الأزهريين على أنها بحث منك وألبسها ثوباً رقيقا لا يزعجهم مسها، كما فعلت أنا في فجر الإسلام، وضحى الإسلام» هذا ما قاله الدكتور علي حسن نفسه للمرحوم بإذن الله مصطفى السباعي. (٢)

ومن بعد أحمد أمين جاء إسماعيل أدهم وألف كتاباً بعنوان «مصادر التاريخ الإسلامي»، زعم فيه أن الأحاديث التي تضمنتها كتب الصحاح ليست ثابتة الأصول والدعائم، بل هي مشكوك فيها ويغلب عليها صفة


(١) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي: مصطفى السباعي صـ ٢٣٦.
(٢) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي: مصطفى السباعي صـ ٢٣٨.

<<  <   >  >>