للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث يرده رشيد رضا بدعوى أنه من أعظم المتون إشكالاً (١) كما يقول، وكذلك رده للأحاديث التي تثبت سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - والتي هي في الصحيحين، بدعوى أنها تورد شبهةً على الدين (٢)، وكذلك رده للأحاديث التي تنص على انشقاق القمر في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - والتي هي في الصحيحين بدعوى اختلاف المتون مما يوجب تساقطهما، (٣) وغيرها الكثير من الأحاديث الأخرى.

وهذا بلا شك مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة في تعظيم نصوص السنة النبوية وقبولها إذا صح سندها، وعدم دفعها وردها لمجرد مخالفتها للعقل أو الحس أو غيرها من الاحتمالات والآراء التي لا قيمة لها إذا صح نسبة الحديث للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

ثم إن تقديم العقل على النقل من أقوال الفلاسفة ومن نحا نحوهم من المعتزلة وغيرهم من أهل الكلام، وتابعهم به أصحاب المدرسة العقلية الحديثة. (٤)

ومما ينبغي اعتقاده أن نصوص الكتاب والسنة الصحيحة والصريحة في دلالتها لا يعارضها شيء من المعقولات الصريحة، ذلك أن العقل شاهد بصحة الشريعة إجمالا وتفصيلا، فأما الإجمال، فمن جهة شهادة العقل


(١) تفسير المنار (٨/ ٢١٠).
(٢) مجلة المنار (١٤/ ٦٢٣).
(٣) مجلة المنار (٣٠/ ٢٦٢).
(٤) يقول محمد عبده «اتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلا ممن لا ينظر إليه على أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل ... » انظر مجلة المنار (١٣/ ٨/٦١٣).

<<  <   >  >>