للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي هريرة- رضي الله عنه - أنه قال: «قيل يا رسول الله: مم ربنا؟ قال: من ماء مرور، لا من أرض، ولا من سماء، خلق خيلاً فأجراها فعرقت، فخلق نفسه من ذلك العرق ... » (١) (٢).

ففي هذا الكذب وأمثاله لا يقال إنه يعارض دليل العقل، فلا يصلح أن يكون دليلا فضلا عن أن ينسب إلى الشرع ليعارض به العقل، علاوة على أن الأدلة الشرعية تنقضه وتبطله.

وقد يكون النقل صحيحاً، إلا أنه لا يدل على المعنى المدعى، فيتوهم التعارض بين المنقول والمعقول، كما في حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني .. الحديث» (٣).

فمن فهم من الحديث أن الله تعالى يمرض أو يجوع ويعطش لم يفهم معنى الحديث؛ لأن الحديث فسره المتكلم به، وبين المراد منه، وهو أن العبد هو الذي جاع وعطش ومرض، وأن الله تعالى منزه عن ذلك. (٤) «والمقصود


(١) تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، للشيخ أبي حسن الكناني، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٣٩٩ هـ، (١/ ١٣٤).
(٢) علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة، الدكتور محمد يسري، ص ٣٦٠، دار طيبة، الطبعة الأولى، ٢٠٠٦.
(٣) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب باب فضل عيادة المريض (٤/ ١٩٩٠)، رقم (٢٥٦٩).
(٤) علم العقيد عند أهل السنة والجماعة، الدكتور محمد يسري، ص ٣٦١.

<<  <   >  >>