للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الأستاذ عبد القادر الأرناؤوط: «ورواه أيضا أحمد والنسائي وابن سعد والحاكم وعبد بن حُميد وابن مردوية والبيهقي في دلائل النبوه وغيرهم، وقال ابن القيم في بدائع الفوائد: وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم متلقى عندهم بالقبول». (١)

تلك هي درجة الحديث عند أهل الحديث والمختصين به، أما ما ذكر من أن الحديث فيه تقليل من منصب النبوه أو أنه يمثل شبهة في الدين فهو غير صحيح.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: «قال المازري قد أنكر هذا الحديث المبتدعة من حيث إنه يحبط من منصب النبوه، ويشكك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع، وقالوا فلعله حينئذ يخيل إليه أن جبريل عليه السلام يأتيه وليس ثم جبريل، وأن أوحى إليه وما أوحى إليه، وهذا كله مردود لأن الدليل على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل، وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها، فهو في ذلك عرضه لما يعترض البشرى كالأمراض، فغير بعيد أن يخيل إليه في أمرٍ من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين». (٢)

وقال أبو الجعني اليوسفي رحمه الله: «أما وقوع المرض للنبي - صلى الله عليه وسلم - بسبب


(١) جامع الأصول في أحاديث الرسول، ابن الأثير، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط (٥/ ٦٧).
(٢) فتح الباري لابن حجر (ج ١٠/ ٢٢٦).

<<  <   >  >>