[ذكر ما قيل في الأنهار والأشجار زمن الشتاء والربيع من الأشعار:]
شمس الدين بن التلمساني:
ولما جلا فصل الربيع محاسنًا ... وصفق ماء النهر إذ غرد القمري
أتاه النسيم الرطب رقص دوحه ... فنقط وجه الماء بالذهب المصري
وقال:
تغنت في ذرا الأوراق ورق ... ففي الأفنان من طرب فنون
وكم بسمت ثغور الزهر عجبا ... وبالأكمام قد رقصت غصون
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن فتحون المخزومي يصف نارنجة في نهر:
ولقد رميت مع العشي بنظرة ... في منظر غض البشاشة يبهج
نهر صقيل كالحسام بشطه ... روض لنا تفاحه يتأرج
تثني معاطفه الصبا في بردة ... موشية بيد الغمامة تنسج
والماء فوق صفاته نارنجة ... تطفو به وعبابه يتموج
حمراء قانية الأديم كأنها ... وسط المجرة كوكب يتأجج
القاضي عياض:
كأنما الزرع وخاماته (١) ... وقد تبدت فيه أيدي الرياح
كتائب تجفل مهزومة ... شقائق النعمان فيها جراح
كتب القاضي شهاب الدين بن فضل الله إلى الأمير الجائي الدوادار:
بلد أنت ساكن في رباها ... بلد تحسد الثريا ثراها
(١) الخامة: الرطبة الغضة.