كان الشروع في عمارتها في رجب سنة ست وثمانين، وانتهت في رجب سنة ثمان وثمانين، وكان القائم على عمارتها جركس الخليلي أمير أخور، وقال الشعراء في ذلك وأكثروا، فمن أحسن ما قيل:
الظاهر الملك السلطان همته ... كادت لرفعته تسمو على زحل
وبعض خدامه طوعًا لخدمته ... يدعو الجبال فتأتيه على عجل
قال ابن العطار:
قد أنشأ الظاهر السلطان مدرسة ... فاقت على إرم مع سرعة العمل
يكفي الخليلي أن جاءت لخدمته ... شم الجبال لها تأتي على عجل
قال الحافظ ابن حجر: ومن رأى الأعمدة التي بها عرف الإشارة. ونزل السلطان غليها في الثاني عشر من رجب، ومد سماطا عظيما، وتكلم فيها المدرسون، واستقر علاء الدين السيرامي مدرس الحنفية بها، وشيخ الصوفية، وبالغ السلطان في تعظيمه حتى فرش سجادته بيده، واستقرأ أوحد الدين (١) الرومي مدرس الشافعية، وشمس الدين ابن مكين مدرس المالكية، وصلاح بن الأعمى مدرس الحنابلة، وأحمد زاده العجمي مدرس الحديث، وفخر الدين الضرير إمام الجامع الأزهر مدرس القراءات.
قال ابن حجر: فلم يكن منهم من هو فائق في فنه على غيره من الموجودين غيره، ثم بعد مدة قرر فيها الشيخ سراج الدين البلقيني مدرس التفسير، وشيخ الميعاد.