للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المدرسة الصالحية*:]

بين القصرين هي أربع (١) مدارس للمذاهب الأربعة، بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل، شرع في بنائها سنة تسع وثلاثين (٢) . قال المقريزي: وهذه المدرسة من أجل مدارس القاهرة، إلا أنها قد تقادم عهدها، فرثت، ولما فتحت أنشد فيها الأديب أبو الحسين الجزار:

ألا هكذا يبني المدارس من بنى ... ومن يتغالى في الثواب وفي البنا

في أبيات أخر.

قال السراج الوراق:

مليك له في العلم حب وأهله ... فلله حب ليس فيه ملام!

فشيدها للعلم مدرسة غدا ... عراق أهلها إذ ينسبون وشام

ولا تذكرن يوما نظامية لها ... فليس يضاهي ذا النظام نظام

قال ابن السنبرة الشاعر -وقد نظر إلى قبر الملك الصالح، وقد دفن إلى ما يختص بالمالكية من مدرسته:

بنيت لأرباب العلوم مدارسًا ... لتنجو بها من هول يوم المهالك

وضاقت عليك الأرض لم تلق منزلا ... تحل به إلا إلى جنب مالك


* المقريزي ٤: ٢٠٩-٢١١.
(١) المقريزي: "هذه المدرسة بخط بين القصرين من القاهرة، كان موضعها من جملة القصر الكبير الشرقي".
(٢) قال المقريزي: "ورتب فيها دروسًا أربعة للفقهاء المنتمين إلى المذاهب الأربعة في سنة إحدى وأربعين وستمائة، وهو أول من عمل بمصر دروسًا أربعة في مكان.