للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر جلوس السلطان في دار العدل للمظالم:]

قال ابن فضل الله: إذا جلس السلطان للمظالم، جلس عن يمينه قضاة القضاة من المذاهب الأربعة، الوكيل عن بيت المال، ثم الناظر في الحسبة، ويجلس عن يساره كاتب السر، وقدامه ناظر الجيش وجماعة الموقعين تكملة حلقة دائرة، وإن كان ثم وزير من أرباب الأقلام كان بينه وبين كاتب السر، وإن كان الوزير من أرباب السيوف كان واقفًا على بعد، مع بقية أرباب الوظائف، ويقف من وراء السلطان صفان عن يمينه ويساره من السلاح دائرة، والجمدارية (١) والخاصكية (٢) ، ويجلس على بعد تقديره خمسة عشر ذراعا من يمنة ويسرة، ذوو السن من أكابر أمراء المؤمنين، وهم أمراء المشورة، ويليهم من دونهم من أكابر الأمراء وأرباب الوظائف وقوفا وبقية الأمراء وقوف من وراء أمراء المشورة، ويقف خلف هذه الحلقة المحيطة بالسلطان الحجاب والدوادارية (٣) ، لإحضار قصص الناس وإحضار المساكين، وتقرأ عليه فما احتاج إلى مراجعة القضاة راجعهم فيه، وما كان متعلقًا بالعسكر تحدث مع الخاص وكاتب السر فيه.

قال: وهذا الجلوس يكون يوم الاثنين ويوم الخميس، إلا أن القضاة وكاتب السر لا يحضرون يوم الخميس.

قال: ومن عادته إذا ركب يوم العيدين ويوم دخول المدينة يركب، وعلى


(١) الجمدار هو الذي يتصدى لإلباس السلطان أو الأمير ثيابه، وأصله: "جاما دار، لفظان فارسيان". وانظر صحيح الأعشى ٥: ٤٥٩.
(٢) الخاصكية: فرقة من المماليك السلطانية، خاصة بالسلطان وحاشيته.
(٣) الداودارية: وظيفة تعادل وظائف السكرتارية الخاصة.