قال ابن فضل الله في المسالك: أما عساكر هذه المملكة، فمنهم من هو بحضرة السلطان، ومنهم من فرق في أقطار المملكة وبلادها، ومنهم سكان بادية كالعرب والتركمان، وجندها مختلط من أتراك وجركس وروم وأكراد وتركمان، وغالبهم من المماليك المبتاعين، وهم طبقات أكابرهم من له إمرة مائة فارس، وتقدمة ألف فارس، ومن هذا القبيل يكون أكابر النواب، وربما زاد بعضهم بالعشرة فوارس والعشرين. ثم أمراء الطبلخاناه، ومعظمهم من تكون له إمرة أربعين فارسا وقد يزيد إلى السبعين، ولا تكون الطبلخاناه لأقل من أربعين، ثم أمراء العشرات، ومنهم من كان يكون له عشرون فارسًا، ولا يعد إلا في أمراء العشرات، ثم جند الحلقة، وهؤلاء لكل أربعين نفرا، منهم مقدم ليس له حكم عليهم إلا خرج العسكر، كانت مرافقتهم معه، وتربيتهم في موقفهم إليه، ويبلغ بمصر إقطاع بعض أكابر الأمراء المئين المقربين من السلطان مائتي ألف دينار جيشه، وأما غيرهم فدون ذلك، ودون دونه إلى ثمانين ألف دينار وما حولها، وأما العشرات فنهايتها سبعة آلاف دينار إلى ما دون ذلك.
وأما إقطاعات جند الخليفة، فمنه ما يبلغ ألفا وخمسمائة دينار، وما دون ذلك إلى مائتين وخمسين دينارًا.