للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتحول صاحب البصرة من المكان الذي كان فيه، وتحول عمرو بن العاص من الإسكندرية إلى الفسطاط (١) .

قال ابن عبد الحكم: وحدثنا أبي سعيد بن عفير، أن عمرو بن العاص لما أراد التوجه إلى الإسكندرية "لقتال من بها من الروم" (٢) أمر بنزع فسطاطه، فإذا فيه يمام قد فرخ، فقال: لقد تحرم منا بمتحرم، فأمر به فأقره كما هو، وأوصى به صاحب القصر، فلما قفل المسلمون من الإسكندرية، وقالوا: أين ننزل؟ قال: الفسطاط لفسطاطه الذي كان خلفه، وكان مضروبا في موضع الدار التي تعرف اليوم بدار الحصى (٣) .

وقال القضاعي: لما رجع عمرو من الإسكندرية، ونزل موضع فسطاطه، انضمت القبائل بعضها إلى بعض، وتنافسوا في المواضع، فولى عمرو على الخطط معاوية بن حديج التجيبي وشريك بن سمي القطيفي؛ من مراد، وعمرو بن

مخزوم الخولاني، وحيويل ابن ناشرة المعارفي؛ فكانوا هم الذين أنزلوا الناس، وفصلوا بين القبائل، وذلك في سنة إحدى وعشرين. ذكره الكندي.

قال ابن عبد الحكم: وقد كان المسلمون حين اختطوا تركوا بينهم وبين البحر والحصن فضاء لتفريق دوابهم وتأديبها، فلم يزل الأمر على ذلك حتى ولي معاوية بن أبي سفيان، فأقطع في الفضاء، وبنيت به الدور. قال: وأما الإسكندرية فلم يكن بها خطط، وإنما كانت أخائذ، من أخذ منزلا نزل فيه هو وبنو أبيه.

ثم أخرج عن يزيد بن أبي حبيب أن الزبير بن العوام اختط بالإسكندرية.


(١) فتوح مصر ٩١.
(٢) من فتوح مصر.
(٣) فتوح مصر ٩١.