للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن مروان المسجد في سنة سبع وسبعين وبناه. ثم كتب الوليد بن عبد الملك في خلافته إلى قرة بن شريك العبسي، وهو يومئذ واليه على أهل مصر (١) فهدمه كله، وبناه هذا البناء وزوقه، وذهب رءوس العُمد التي هي في مجالس قيس، وليس في المسجد عمود مذهب الرأس إلا في مجالس قيس. وحول قرة المنبر حين هدم المسجد إلى قيسارية العسل، فكان الناس يصلون

فيها الصلوات، ويجمعون فيها الجمع، حتى فرغ بنيانه، ثم زاد موسى بن عيسى الهاشمي بعد ذلك في مؤخره في سنة خمس وسبعين ومائة. ثم زاد عبد الله بن طاهر في عرضه بكتاب المأمون بالإذن له في ذلك سنة ثلاث عشرة ومائتين، وأدخل فيه دار الرمل ودورا أخرى من الخطط.

هذا ما ذكره ابن عبد الحكم (٢) .

وقال ابن فضل الله في المسالك: مسجد عمرو بن العاص مسجد عظيم بمدينة الفسطاط، بناه عمرو موضع فسطاطه وما جاوره، وموضع فسطاطه حيث المحراب والمنبر وهو مسجد فسيح الأرجاء، مفروش بالرخام الأبيض، وعمده كلها رخام، ووقف عليه ثمانون من الصحابة، وصلوا فيه، ولا يخلو من سكنى الصلحاء (٣) .


(١) بعدها في فتوح مصر: "وكانت ولاية قرة بن شريك مصر سنة تسعين، قدمها يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول.
(٢) فتوح مصر ١٣١-١٣٢.
(٣) مسالك الأبصار ١: ٢٠٨.