للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أرى عليَّ فيه متعلقًا؛ ولكني حفظت ما لم تحفظ؛ ولو كنت من يهود يثرب ما زدت -يغفر الله لك ولنا- وسكت عن أشياء كنت بها عالمًا؛ وكان اللسان بها مني ذلولًا؛ ولكن الله عظم من حقك ما لا يُجهل. والسلام.

فكتب إليه عمر بن الخطاب (١) :

من عمر بن الخطاب إلى عمر بن العاص؛ سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد؛ فقد عجبت من كثرة كتبي إليك في إبطائك بالخراج وكتابك إلي ببنيات الطرق (٢) ؛ وقد علمت أني لست أرضى منك إلا بالحق البين؛ ولم أقدمك إلى مصر أجعلها لك طُعمة ولا لقومك؛ ولكني وجهتك لما رجوت من توفيرك الخراج، وحسن سياستك؛ فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل الخراج، فإنما هو فيء المسلمين، وعندي من "قد" (٣) تعلم قوم محصورون. والسلام.

فكتب إليه عمرو بن العاص:

بسم الله الرحمن الرحيم.

لعمر بن الخطاب من عمر بن العاص، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد؛ فقد أتاني كتاب أمير المؤمنين يستبطئني في الخراج، ويزعم أني أعند عن الحق، وأنكب عن الطريق؛ وإني والله ما أرغب عن صالح

ما تعلم؛ ولكن أهل الأرض استنظروني إلى أن تُدرك غلتهم؛ فنظرت للمسلمين؛ فكان الرفق بهم خيرًا من أن يُخرق بهم، فنصير إلى ما لا غنى بهم عنه. والسلام.

فلما استبطأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخراج، كتب إليه: أن ابعث إليَّ رجلًا


(١) بعدها في فتوح مصر: "كما وجدت في كتاب أعطانيه يحيى بن عبد الله بن بكير بن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي مرزوق التجبي، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص".
(٢) بنيات الطريق في الأصل: "الطرق الصغار تتشعب من الجادة.
(٣) من فتوح مصر.