للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن فرحون. قالوا: لم يكتب مالك لأحد بالفقيه إلا إلى ابن وهب، فكان يكتب إليه: إلى عبد الله بن وهب فقيه مصر، وإلى أبي محمد المفتي؛ ولم يكن يفعل هذا لغيره. وقال فيه ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه (١) .

وقال أحمد بن صالح. ما رأيت أكثر حديثًا منه، حدث بمائة ألف حديث، قرئ عليه كتابه في أهوال القيامة، فخر مغشيًّا عليه، فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام. وذلك في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة (٢) .

٣٧- عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقي المصري أبو عبد الله الفقيه "خ، ن" راوية (٣) المسائل عن مالك، روى عن أبي عيينة وغيره، وعنه أصبغ

وسحنون وآخرون. قال ابن حبان: كان حبرًا فاضلًا، تفقه على مذهب مالك، وفرع على أصوله، ولد سنة ثمان وعشرين ومائة، ومات في صفر سنة إحدى وتسعين ومائة. وكان زاهدًا صبورًا مجانبًا للسلطان (٤) .

٣٨- الإمام الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد الله بن عبد يزيد بن هشام بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف، جد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والسائب جده صحابي أسلم يوم بدر؛ وكذا ابنه شافع، لقي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مترعرع.

ولد الشافعي سنة خمسين ومائة بغزة أو بعسقلان أو اليمن أو منى -أقوال- ونشأ بمكة، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، والموطأ وهو ابن عشر، وتفقه على مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة، وأذن له في الإفتاء وعمره خمس عشرة سنة، ثم لازم مالكًا


(١) الديباج المذهب ١٣٠.
(٢) تهذيب التهذيب ١٠: ٢٧٣.
(٣) ح "راوي".
(٤) تهذيب التهذيب ٦: ٧١.