للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمر بحمله إلى بغداد مغلولًا مقيدًا، وأريد منه القول بذلك، فامتنع؛ فجلس ببغداد إلى أن مات في القيد والسجن يوم الجمعة من رجب سنة إحدى وثلاثين. وكان الشافعي له كرامة "يقول له" (١) : أنت تموت في الحديد (٢) .

٤٨- حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي أبو حفص المصري صاحب الشافعي. قال النووي في شرح المهذب: له مذهب لنفسه، وقال السبكي في الطبقات: هو صاحب وجه. وقال الإسنوي: كان إمامًا حافظًا للحديث والفقه، صنف المبسوط والمختصر، وروى عنه مسلم وابن ماجه. ولد سنة ست وستين ومائة، ومات في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين (٣) .

٤٩- المزني أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق، الإمام الجليل، ناصر المذهب، قال فيه الشافعي: لو ناظر الشيطان لغلبه، وكان إمامًا ورعًا زاهدًا مجاب الدعوة، متقللًا من الدنيا. قال الرافعي: المزني صاحب مذهب مستقل. قال الإسنوي: صنف كتبًا، منها المبسوط، والمختصر، والمنثور، والمسائل المعتبرة، والترغيب في العلم، وكتاب الوثائق والعقارب؛ سمي بذلك لصعوبته، وصنف كتابًا مفردًا على مذهبه لا على مذهب الشافعي. كذا ذكره البندنيجي في تعليقه. وكان إذا فاتته صلاة في الجماعة صلاها خمسًا وعشرين مرة، ويُغَسِّل الموتى تعبدًا واحتسابًا، ويقول: أفعله ليرق قلبي، وكان جبل علم، مناظرًا محجاجًا. ولد سنة خمس وسبعين ومائة، وتوفي لست بقين من رمضان سنة أربع وستين ومائتين، ودفن قريبًا من قبر الشافعي (٤) .


(١) من ح، ط.
(٢) طبقات الشافعية ١: ٢٧٥، طبقات الشافعية ١: ٢٧٥.
(٣) طبقات الشافعية ١: ٢٥٧.
(٤) ابن خلكان ١: ٧١.