للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥٧- ابن الموّاز العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الإسكندراني. صاحب التصانيف، أخذ عن أصبغ بن الفرج وعبد الله بن عبد الحكم، وانتهت إليه الرياسة في مذهب مالك، وإليه كان المنتهى في تفريع المسائل، وله اختيارات خارجة عن مذهب مالك؛ منها وجوب الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة. مات سنة إحدى وثمانين ومائتين (١) .

٥٨- قاسم بن محمد بن قاسم الأموي مولاهم. القرطبي الفقيه. محدث الأندلس. قال في العبر: له رحلتان إلى مصر، وتفقه على الحارث بن مسكين وابن عبد الحكم. وكان مجتهدًا لا يقلد. قال رفيقه بقيّ بن مخلد: هو أعلم من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وقال ابن عبد الحكم: لم يقدم علينا من الأندلس أعلم من قاسم. وقال محمد بن عمر بن لبابة: ما رأيت أفقه منه، روى عن إبراهيم بن المنذر الخزامي وطبقته. مات سنة ست وسبعين ومائتين (٢) .

٥٩- محمد بن نصر المروزي الإمام أبو عبد الله. أحد أئمة الفقهاء. ولد ببغداد، ونشأ بنيسابور، وأقام بمصر مدة ورجع؛ فاستوطن سمرقند. كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة والتابعين فمن بعدهم؛ وله تصانيف جليلة. وكان رأسًا في الفقه، رأسًا في الحديث، رأسًا في العبادة، وقال شيخه في الفقه محمد بن عبد الله بن الحكم: كان محمد بن نصر عندنا إمامًا؛ فكيف بخراسان! وقال غيره: لم يكن للشافعية في وقته مثله. وعنه أنه قال: مكثت في مصر مدة أنفق فيها في كل سنة عشرين درهمًا. مات في المحرم سنة أربع وتسعين ومائتين وهو في عشر التسعين.

قال ابن كثير في تاريخه: رُوي أنه اجتمع في الديار المصرية محمد بن نصر ومحمد بن


(١) الديباج المذهب ٢٣٢.
(٢) العبر ٢: ٥٧.