للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمصر في وقته، وأحفظهم لمذهب مالك، وكان شيخ الفتوى، حافظ البلد، انتهت إليه رياسة المالكية بمصر، وله تصانيف وأقوال وترجيحات. مات في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة (١) .

٦٦- القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر أبو محمد البغدادي أحد الأعلام، وأحد أئمة المالكية المجتهدين في المذهب، له أقوال وترجيحات. تفقه على ابن القصار وابن الجلاب، وانتهت إليه رياسة المذهب. قال الخطيب: لم أر في المالكية مثله، ولا أفقه منه. ولي قضاء داريا ونحوها، وتحول إلى مصر لضيق حاله ببغداد، فأكرم بها، وتمول وسعد جدا فأدركه الموت، فكان يقول في مرضه: لا إله إلا الله، عندما عشنا متنا! مات بمصر في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة عن ستين سنة (٢) .

٦٧- الحسن بن الخطير أبو النعماني الفارسي. كان فقيها حنفيا عالما بالتفسير والحساب والهيئة والطب، مبرزا في النحو واللغة والعروض والأدب والتاريخ، ألف تفسيرا، وشرح الجمع بين الصحيحين للحميدي، وكتابا في اختلاف الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار. أقام بالقاهرة مدة يدرس إلى أن مات بها سنة ثمان وتسعين وخمسمائة. وكان يقول: قد انتحلتُ مذهب أبي حنيفة، وأنتصرُ له فيما وافق اجتهادي (٣) .

٦٨ - الشيخ عز الدين بن عبد السلام بن عبد العزيز بن أبي القاسم بن حسن بن محمد بن مهذب السلمي أبو محمد. شيخ الإسلام، سلطان العلماء. ولد سنة سبع - أو ثمان - وسبعين وخمسمائة، وتفقه على الفخر بن عساكر، وأخذ الأصول عن السيف الأبذي، وسمع الحديث من عمر بن طبرزد وغيره، وبرع في الفقه والأصول العربية. قال


(١) الديباج المذهب ٢٤٨.
(٢) العبر ٣: ١٤٩.
(٣) الجواهر المضية ١: ١٩١