للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال في العبر: أحد المشايخ الكبار، توفي بمصر في رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، ومن كلامه: من أيقن أنه لفترة (١) فما له يبخل بنفسه.

قال ابن كثير: ومن كراماته أنه رُئي يصلي بالصحراء في شدة الحر، ونسر قد نشر جناحيه يظله من الحر.

وحكى صاحب المرآة أنه أنكر على تكين أمير مصر شيئا -وكان تكين ظالما- فسيره تكين إلى القدس، فلما وصل القدس، قال: كأني بالبائس -يعني تكين- وقد جيء به في تابوت إلى هنا، فإذا أدنى من الباب عثر على البغل، ووقع التابوت، فبال عليه البغل. فلم نلبث إلا مدة يسيرة، وإذا بقائل يقول: قد وصل تكين، وهو ميت في تابوت، فلما وصل إلى الباب عثر البغل في المكان الذي أشار إليه

الدينوري، فوقع التابوت وغفل عنه المكاري، فبال عليه البغل، وخرج الدينوري، فقال للتابوت: جئت بالبائس إلى المكان الذي نفانا إليه! ثم ركب الدينوري، وعاد إلى مصر، فمات بها. ودفن بالقرافة (٢) .

١٨- أبو الخير الأقطع المعروف بالتيناتي. أصله من المغرب، وصحب أبا عبد الله بن الجلاد وغيره، وكان أوحد عصره في طريقة التوكل، وكانت السباع والهوام تأنس به، وله فراسة حادة. مات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (٣) .

١٩- أبو علي الحسن (٤) بن أحمد الكاتب المصري. من كبار مشايخ المصريين، صحب أبا بكر المصري وأبا علي الروذباري وغيرهما، وكان أوحد مشايخ وقته، ومن كلامه: إذا انقطع العبد إلى الله بكليته، أول ما يفيده الله الاستغناء به عن الناس. وقال: يقول الله: من صبر علينا وصل إلينا. وقال: إذا سكن الخوف في القلب، لم ينطق


(١) ط: "لغيره".
(٢) العبر ٢: ٢٢٧.
(٣) طبقات الشعراني ١: ٩٣.
(٤) في طبقات الشعراني: "الحسين".