للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤١- الشيخ أبو الحسن الشاذلي شيخ الطائفة الشاذلية. هو الشريف تقي الدين علي بن عبد الله بن عبد الجبار. قال الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد: ما رأيت أعرف بالله من الشاذلي. وقال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله: منشؤه بالغرب الأقصى، ومبدأ ظهوره بشاذلة، وله السياحات الكثيرة، والمنازلات الجليلة، والعلوم الكثيرة، لم يدخل في طريق الله حتى كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة، وعلوم جمة، جاء في هذا الطريق بالعجب العجاب، وشرح من علم الحقيقة الأطناب، ووسع للسالكين الركاب. وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يحضر مجلسه، ويسمع كلامه. قال الشيخ تاج الدين: أخبرني والدي قال: دخلت على الشيخ أبي الحسن الشاذلي، فسمعته يقول: والله لقد يسألونني عن المسألة لا يكون لها عندي جواب، فأرى الجواب مسطرا في الدواة والحصير والحائط. مات في ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة بصحراء عيذاب متوجها إلى مكة (١) .

٤٢- أبو القاسم بن منصور بن يحيى المالكي الإسكندري المعروف بالقباري. أحد العباد المشهورين بكثرة الورع والتحري والانقطاع، أفرد ناصر الدين بن المنير ترجمته بتأليف. مات بظاهر الإسكندرية في سادس شعبان سنة اثنتين وستين وستمائة عن خمس وسبعين سنة. ومن غريب ما حُكي عنه أنه باع دابة لرجل، فأقامت أياما لم تأكل عنده شيئا فجاء إليه وأخبره، فقال له الشيخ: ما صنعتك؟ قال: رقاص عند الوالي، فقال: إن دابتنا لا تأكل الحرام، ثم رد إليه دراهمه.


(١) نكت الهميان ٢١٣، نور الأبصار ٢٣٤، قال في القاموس: شادلة، أو بالذال: بلد بالمغرب، منها السيد أبو الحسن الشاذلي أستاذ الطائفة الشاذلية من صوفية الإسكندرية؛ وفيهم يقول أبو العباس بن عطاء.
تمسك بحب الشاذلية تلق ما ... تروم فحقق ذاك منهم وحصل
ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم ... شموس هدى في أعين المتأمل