للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألا يجالسه أحد من المسلمين (١) .

وقال إبراهيم بن الحسين بن ديزيل في كتابه: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص استحل مال قبطي من قبط مصر لأنه استقر عنده أنه كان يُظهر الروم على عورات المسلمين يكتب إليهم بذلك، فاستخرج منه بضعا وخمسين إردبا دنانير. قال أبو صالح: والإردب ست ويبات وعيرنا الويبة، فوجدناها تسعا وثلاثين ألف دينار.

قال الحافظ عماد الدين بن كثير: فعلى هذا يكون مبلغ ما أُخذ من هذا القبطي يقارب ثلاثة عشر ألف ألف دينار.

قال ابن عبد الحكم: توفي عمر، وعلى مصر أميران: عمرو بن العاص بأسفل الأرض وعبد الله بن سعد على الصعيد. فلما استخلف عثمان بن عفان عزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن سعد "بن أبي سرح" أميرا على مصر كلها؛ وذلك في سنة خمس وعشرين (٢) .

وقال الواقدي وأبو معشر: في سنة سبع وعشرين.

فانتقل عمرو بن العاص إلى المدينة، وفي نفسه من عثمان أمر كبير؛ وجعل عمرو بن


(١) كذا نقل الخبر مقتضبًا؛ وهو كما في فتوح مصر ١٦٨: "أن صبيغًا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر، فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب، فلما أتاه الرسول بالكتاب، فقرأه، قال: أين الرجل؟ قال: في الرحل، فقال عمر: ابصر أن يكون ذهب، فتصيبك مني العقوبة الموجعة، فأت به، فقال له عمر: عم تسأل؟ فحدثه، فأرسل عمر إلى رطائب الجريد، فضربه بها حتى ترك ظهره تبره ثم تركه حتى برأ، ثم عاد له، ثم تركه حتى برأ، ثم عاد به ليعود له، فقال صبيغ: يا أمير المؤمنين؛ إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلًا جميلًا، وإن كنت تريد أن تداويني، فقد والله برئت، فأذن له إلى أرضه، وكتب له إلى أبي موسى الأشعري ألا يجالسه أحد من المسلمين. فاشتد ذلك على الرجل، فكتب أبو موسى إلى عمر، أنه قد حسنت هيئته، فكتب عمر أن ائذن للناس في مجالسته".
(٢) فتوح مصر ١٧٣.