للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ولي محمد بن زهير الأزدي سنة ثلاث وسبعين.

ثم ولي داود بن يزيد المهلبي سنة أربع وسبعين.

ثم أعيد موسى بن عيسى سنة خمس وسبعين، ثم عزله الرشيد سنة ست وسبعين. وولي عليها جعفر بن يحيى البرمكي، فاستناب عليها عمر بن مهران -وكان شيعيًّا زري الشكل أحول- وكان سبب ذلك أن الرشيد بلغه أن موسى بن عيسى عزم على خلعه، فقال: والله لأولين عليها أخس الناس، فاستدعى عمر بن مهران، ولاه عليها نيابة عن جعفر، فسار عمر إليها على بغل، وغلامه أبو درة على بغل آخر، فدخلها كذلك، فانتهى إلى مجلس موسى بن عيسى، فجلس في أخريات الناس، حتى انفضوا فأقبل عليه موسى بن عيسى، وهو لا يعرف من هو، فقال: ألك حاجة يا شيخ؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير! ثم مال بالكتب، فدفعها إليه، فلما قرأها قال:: أنت عمر بن مهران؟ قال: نعم، قال: لعن الله فرعون حين قال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} ، ثم سلم إليه العمل وارتحل منها.

ثم في سنة سبع وسبعين عزل الرشيد جعفرا عن مصر، وولّى عليها إسحاق بن سليمان، كذا في تاريخ ابن كثير وغيره (١) . وذكر الأديب أبو الحسين الجزار في أرجوزته في أمراء مصر خلاف ذلك؛ فإنه قال: أعيد موسى بن عيسى سنة خمس وسبعين.

ثم أعيد إبراهيم بن صالح العباسي سنة ست وسبعين، ثم ولي عبد الله بن المسيب الضبي.

ثم ولي إسحاق بن سليمان العباسي سنة سبع وسبعين. كذا قال والله أعلم (٢) .


(١) البداية والنهاية ١٠: ١٧٧.
(٢) وهو قوله فيما يلي من أرجوزته التي سماها العقود الدرية في الأمراء المصرية، ضمنها أمراء مصر من عمرو بن العاص إلى الملك الظاهر.
وجاء موسى ثم عيسى ثانيه ... ونال في إمرتها أمانيه
كذلك إبراهيم أيضًا ولي ... فيها كما قد قيل بعد العزل
وحاز عبد الله فيها الآفاق ... وابن سليمان المسمى إسحاق