للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وألا يشتغل بشاغل عن أداء فروضها الواجبة، ولا يلهو بسبب عن إقامة سنتها الراتبة، فإنها عماد الدين التي سمت أعاليه، ومهاد الشرع الذي رست قواعده ومبانيه، قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (١) ، وقال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} (٢) .

وأمره أن يسعى إلى صلاة الجمع والأعياد، ويقوم في ذلك بما فرضه الله عليه وعلى العباد، وأن يتوجه إلى المساجد والجوامع متواضعًا، ويبرز إلى المصليات الضاحية في الأعياد خاشعا، وأن يحافظ في تشييد قواعد الإسلام على الواجب والمندوب، ويعظم باعتماده ذلك شعائر الله التي هي من تقوى القلوب.

وأن يشمل بوافر اهتمامه واعتنائه، وكما نظره وإرعائه، بيوت الله التي هي محال البركات، وموطن العبادات، والمساجد التي تأكد في تعظيمها وإجلالها حكمه، والبيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وأن يرتب لها من الخدم من يتبتل لإزالة أدناسها، ويتصدى لأذكاء مصابيحها في الظلام وإيناسها، ويقوم بما يحتاج إليه من أسباب الصلاح والعمارات، ويحضر إليها ما يليق من الدهن والكسوات.

وأمره باتباع سنة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التي أوضح جددها، وثقف عليه السلام أودها، وأن يعتمد فيها على الأسانيد التي نقلتها الثقات، والأحاديث التي صحت بالطرق السليمة والروايات، وأن يقتدي بما جاءت به من مكارم الأخلاق التي ندب -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى التمسك بسببها، ورغب أمته في الأخذ بها والعمل بأدبها،


(١) سورة البقرة: ٤٣٨.
(٢) سورة العنكبوت: ٤٥.