للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ ابن حجر. ولقب أولا بالمستنصر، ثم لقب الحاكم بأمر الله لقب جده، وكتب له ابن فضل الله صورة المبايعة؛ وهي هذه:

بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (١) ، هذه بيعة رضوان وبيعة إحسان، وبيعة رضا يشهدها الجماعة، ويشهد عليها الرحمن. بيعة يلزم طائرها العنق، ويحوم بسائرها وكل أنبائها البراري والبحار مشحونة الطرق، بيعة يصلح الله بها الأمة، ويمنح بسببها النعمة، ويتجارى الرفاق، ويسري الهناء في الآفاق، وتتزاحم زهر الكواكب على حوض المجرة الدقاق. بيعة سعيدة ميمونة، بها السلامة في الدين والدنيا مضمونة، بيعة صحيحة شرعية، بيعة ملحوظة مرعية، تسابق إليها كل نية، وتطاوع كل طوية، ويجمع عليها شتات البرية. بيعة يستهل بها العام، ويتهلل البدر التمام، بيعة متفق على الإجماع عليها، والإجماع يبسط الأيدي إليها، انعقد عليها الإجماع فاعتقد صحتها من سمع لله وأطاع، وبذل في تمامها كل امرئ ما استطاع، حصل عليها اتفاق الأبصار والأسماع، ووصل بها الحق إلى مستحقه، وأقر الخصم وانقطع النزاع. تضمنها كتاب مرقوم يشهده المقربون، وتلقاه الأئمة الأقربون.

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} (٢) ، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس، وإلينا بحمد الله وإلى بني العباس. أجمع على هذه

البيعة أرباب العقد والحل، من أصحاب الكلام فيما قل وجل وولاة الأمور والحكام، وأرباب المناصب والأحكام، وحملة العلم والأعلام، وحماة السيوف والأقلام، وأكابر


(١) سورة الفتح: ١٠.
(٢) سورة الأعراف: ٤٣.