إلى الوزير منقسما إلى ثلاثة: إلى ناظر المال أو شاد الدواوين، أمر تحصيل المال، وصرف النفقات والكلف، وإلى ناظر الخاص تدبير جملة الأمور، وتعيين
المباشرين، وإلى كاتب السر التوقيع في دار العدل مما كان يوقع فيه الوزير مشاورة واستقلالا، ثم إن كلًّا من المتحدثين الثلاثة لا يقدر على الاستقلال بأمر إلا بمراجعة السلطان.
ومن وظيفة كتابة السر قراءة الكتب الواردة على السلطان، وكتابة أجوبتها والجلوس لقراءة القصص بدار العدل، والتوقيع عليها وتصريف المراسيم، ورودا أو صدورا.
وأما نظر الجيش فلصاحبه النظر في الإقطاعات، ومعه من المستوفين ما يحرر كليات المملكة وجزئياتها.
وأما نظر الخزانة فكانت وظيفة كبيرة الوضع؛ لأنها مستودع أموال المملكة، فلما استحدثت وظيفة الخاص ضعف أمرها، وغالب ما يكون نظرها من القضاة أو نحوهم.
وأما نظر البيوت فمنوط بالأستاذدارية فكل ما يتحدث فيه الأستاذدارية يشارك فيه.
وأما نظر بيت المال فوظيفة جليلة موضوعها حمل حمول المملكة إلى بيت المال والتصرف فيه تارة بالميزان وتارة بالتسبيب بالأقلام، ولا يلي هذه الوظيفة إلا من هو من ذوي العدالة المبرزة.
وأما نظر الإصطبلات، فلصاحبه الحديث في أنواع الإصطبل والمناخات، وعلفها وأرزاق خدمها وما يبتاع لها.
وأما وظائف أهل العلم فمعروفة مشهورة لا تخلو مملكة من ممالك الإسلام منها.
هذا كله كلام ابن فضل الله.
ذكر في التاريخ أن الخليفة المقتفي بالله نقل المظفر بن جهير من الأستاذ دارية إلى