للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن قيس بن أبي العاص القضاء، وقد كان عمر بن الخطاب قد كتب إلى عمرو بن العاص أن يفرض له في الشرف (١) .

قال: ودعا عمرو خالد بن ثابت الفهمي ليجعله على المكس، فاستعفاه منه، فكان شرحبيل بن حسنة على المكس، وكان مسلمة بن مخلد على الطواحين؛ طواحين (٢) البلقس.

وأقام عثمان على القضاء إلى أن صرف سنة اثنتين وأربعين، ثم ولي سليم بن عتر التجيبي على القضاء في أيام معاوية بن أبي سفيان، وجعل إليه القصص والقضاء جميعا (٣) .

حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا الحجاج بن شداد الصنعاني، أن أبا صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أخبره، أن سليم بن عتر كان يقص على الناس وهو قائم، فقال له صلة بن الحارث الغفاري -وهو من أصحاب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والله ما تركنا عهد نبينا، ولا قطعنا أرحامنا، حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا! وكان سليم بن عتر أحد العباد المجتهدين، وكان يقوم في ليله فيبتدئ القرآن حتى يختمه، ثم يأتي أهله، ثم يقوم فيغتسل ثم يقرأ فيختم، ثم يأتي أهله "فيقضي منهم حاجته" (٤) ، وربما فعل ذلك في الليلة مرات، فلما مات قالت امرأته: رحمك الله! فوالله لقد كنت ترضي ربك وتسر أهلك (٥) .

ثم لما ولي مسلمة بن مخلد البلد، ولي السائب بن هشام بن عمرو أحد بني مالك بن


(١) في ابن عبد الحكم: "كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أن افرض لكل من قبلك ممن بايع تحت الشجرة في مائتين من العطاء، وأبلغ ذلك لنفسك بإمارتك، وافرض لخارجة بن حذافة في الشرق لشجاعته، وافرض لعثمان بن قيس بن أبي العاص في الشرف لضيافته".
(٢) ابن عبد الحكم: "قال عبد الرحمن: طواحين البلقس".
(٣) ابن عبد الحكم ٢٣١، وفيه: "وقد أدرك عمر بن الخطاب، وحضر خطبته بالجابية، وجعل إليه القصص والقضاء جميعا".
(٤) من ابن عبد الحكم.
(٥) ابن عبد الحكم ٢٣٢.