للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأعيد ابن الحداد وولي بعده عبد العزيز بن الحسن بن عبد العزيز العباسي الهاشمي خليفة لأخيه، ثم صرف في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.

وولي أبو بكر عبد الله بن محمد الخصيبي الشافعي سنة خمس وأربعين؛ فأقام إلى أن مات في المحرم سنة ثمان وأربعين.

وولي بعده ابنه محمد، فأقام شهرا واحدا، ثم اعتل ومات في سادس ربيع الأول من عامه.

فولى كافور بعده أباه الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي الدهلي المالكي، فأقام ست عشرة سنة -وقبيل ثماني عشرة سنة- إلى أن قامت الدولة العبيدية بالقاهرة، وقدم المعز ومعه قاضيه أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور القيرواني، فاجتمع أبو الطاهر بالمعز، فأعجب به، وأقره على ولايته. وأقام النعمان بمصر لا ينظر في شيء، ثم إن أبا الطاهر استعفي قبل موته بيسير فأعفي؛ وذلك في صفر سنة ست وستين.

وولي بعده أبو الحسن علي بن النعمان، وكان شيعيًّا غاليًا، وشاعرًا مجيدًا، فأقام إلى أن مات في رجب سنة أربع وسبعين؛ وهو أول من نعت قاضي القضاة في مصر؛ ولم يكن يدعى بذلك إلا ببغداد.

وولي بعده أخوه أبو عبد الله محمد، وكان شيعيًّا أيضا، قال ابن زولاق: ولم نشاهد بمصر لقاض من الرياسة ما شاهدناه له، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق، ووافق ذلك استحقاقًا؛ لما فيه من العلم والصيانة والهيئة وإقامة الحق، وقد ارتفعت رتبته؛ لأن العزيز أجلسه معه يوم العيد على المنبر، وزادت عظمته في دولة الحاكم، إلى أن مات في صفر سنة تسع وثمانين.

وولي القضاء بعده ابن أخيه الحسين بن علي بن النعمان، ثم صرف سنة أربع وتسعين.