للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأول من لقب الوزير في الإسلام أبو سلمة حفص بن سليمان الخلال، وزير الخليفة السفاح، أول خلفاء بني العباس.

وقال ابن فضل الله في المسالك: لم تكن للوزارة رتبة تعرف مدة بني أمية وصدرًا من دولة السفاح، بل كان كل من أعان الخلفاء على أمرهم، يقال له:

فلان وزير فلان؛ بمعنى أنه موازر له، لا أنه متولي رتبة خاصة يجري لها قوانين، وتنتظم بها دواوين.

وأول من فخم قواعد الملك في هذه الأمة، وعظم عوائد السلطان عبد الملك بن مروان؛ إذ لم يستتب الأمر لأحد بعد عثمان بن عفان كما استتب له، وكان منه إلى معاوية خبط عشواء، وأما معاوية فعمرو بن العاص، وإن كان له وزرًا ورداء، فإنه أجل قدرا وأعظم أمرا من أنه يجري معه مجرى الوزراء، إذ كان لا يزال كالممتن عليه لانحيازه إلى جمعه مع ما يكنه (١) له في شرفه ... وسابقته (٢) في الإسلام.

وأول من دعي بالوزير في دولة السفاح أبو سلمة حفص سليمان الخلال؛ وكان يقال له: وزير آل محمد؛ ثم إن أبا مسلم الخراساني بعث إليه من قتله، وفيه قيل هذا البيت:

إن الوزير وزير آل محمد ... أودى فمن يشناك كان وزيرًا

ووزر للسفاح بعده أبو الجهم بن عطية، وخالد بن برمك، وسليمان بن مخلد، والربيع بن يونس.

ووزر للمنصور أبو أيوب المورياني وعبد الجبار بن عبد الرحمن، والربيع بن يونس، وخالد بن برمك، وسليمان بن مخلد، وعبد الحميد (٣) .

ووزر للمهدي معاوية بن عبد الله الطبري، ويعقوب بن داود بن طهمان، والفيض بن صالح.


(١) ط: "تكنه".
(٢) كذا في الأصل بعد بياض، وفي ح، ط: "وما أبقاه".
(٣) كذا في الأصول.