للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منقوش بعمودي صندل برسم الخليفة، تنصب له في زمن الصيف، وتقلع في زمن الشتاء إذا صلى الإمام في المقصورة الكبيرة.

وفي سنة أربع وستين وخمسمائة تمكن الفرنج من ديار مصر، وحكموا في القاهرة حكما جائرا، فتشعث الجامع، فلما استبد السلطان صلاح الدين جدده في سنة ثمان وستين وخمسمائة، ورخمة ورسم عليه اسمه، وعمر المنظرة التي تحت المئذنة الكبيرة، وجعل لها سقاية.

ولما تولى تاج الدين بن بنت الأعز قضاء الديار المصرية أصلح ما مال منه، وهدم ما به من الغرف المحدثة، وجمع أرباب الخبرة، واتفق الرأي على إبطال

جواز الماء (١) إلى الفسقية، وكان الماء يصل إليها من بحر النيل، فأمر بإبطاله لما كان فيه من الضرر على جدار الجامع.

وجد السلطان بيبرس في عمارة ما تهدم من الجامع، فرسم بعمارته، وكتب اسم الظاهر بيبرس على اللوح الأخضر، وجليت العمد كلها، وبيض الجامع بأسره، وذلك في رجب سنة ست وستين وستمائة. ثم جدد في أيام المنصور قلاوون سنة سبع وثمانين وسبعمائة.

ولما حدثت الزلزلة في سنة اثنتين وسبعمائة تشعث الجامع فجدده (٢) سلار نائب السلطنة.

ثم تشعث في أيام الظاهر برقوق، فعمره الرئيس برهان الدين إبراهيم بن عمر المحلي


(١) المقريزي: "جريان الماء إلى فوارة الفسقية".
(٢) المقريزي: "فأنفق الأميران بيبرس الجاشنكير -وهو يومئذ أستادار الملك الناصر محمد بن قلاوون، والأمير سلار وهو نائب السلطنة، وإليهما تدبير الدولة- على عمارة الجامعين بمصر والقاهرة".