للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاثون ذراعا، وفي وسط المجلس عمود طوله مائة وإحدى عشرة ذراعا، وسقفه من حجر واحد أخضر مربع، قطعته الجن. ومن جملة تلك الأعمدة عمود واحد يتحرك شرقا وغربا، يشاهد ذلك الناس، ولا يرون ما سبب حركته!

قال: ومن جملة عجائب الإسكندرية السواري والملعب الذي كانوا يجتمعون فيه (١) في يوم من السنة، ويرمون بأكرة (٢) ، فلا تقع في حجر أحد منهم إلا ملك مصر، وكان يحضر هذا الملعب ما شاء من الناس ما يزيد على ألف ألف رجل؛ فلا يكون منهم أحد إلا وهو ينظر في وجه صاحبه. ثم إن قرئ كتاب سمعوه جميعا، أو لعب لون من ألوان اللعب رأوه عن آخرهم (٣) .

قال: ومن عجائبها المسلتان، وهما جبلان قائمان على سرطانات من نحاس في أركانهما، كل ركن على سرطان، فلو أراد أحد أن يُدخل من جانبهما شيئا حتى يعبر إلى جانبهما الآخر فعل.

قال: ومن عجائبهما عمودا الإعياء، وهما عمودان ملقيان، وراء كل عمود منهما جبل حصى كحصى الجمار، فمتى أقبل التعب النصب (٤) بسبع حصيات من ذلك الحصى، فاستلقى على أحدهما، ثم يرمي (٥) وراءه بالسبع حصيات، ويقوم ولا يلتفت، ويمضي لطيته، قام كأنه لم يتعب ولم يحس بشيء.

قال: ومن عجائبها القبة الخضراء، وهي أعجب قبة ملبسة نحاسا، كأنه الذهب الإبريز، لا يبليه القدم، ولا يخلقه الدهر.


(١) ح، ط: "إليه"، وما أثبته من الأصل.
(٢) كذا في الأصل، وفي ح، ط: "بالأكرة".
(٣) خطط المقريزي ١: ٢٥٥.
(٤) في الأصل: "والنصب"، والأجود ما أثبته من ح، ط.
(٥) كذا في الأصل، وفي ح، ط: "رمى". وانظر المقريزي ١: ٤٩.