للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من العمد الصوان في بناء الإيوان المعروف بدار العدل من قلعة الجبل، وبالجامع الجديد الناصري ظاهر مدينة مصر، وأخذ غير ذلك حتى ذهبت كأن لم تكن.

قال المقريزي: وتأخر منها عقد جليل تسمية العامة القوس، كان مما يلي جانبها الغربي أدركناه باقيا إلى نحو سنة عشرين وثمانمائة، وبقي من أبراجها عدة قد انقلب كثير منها، وبنى الناس فوقها دورهم المطلة على النيل، وعادت الروضة بعد هدم القلعة منها متنزهًا، تشتمل على دور كثيرة، وبساتين عدة، وجوامع تقام بها الجمعات والأعياد، ومساجد. وفي الروضة يقول الأسعد بن مماتي:

جزيرة مصر لاعدتك مسرة ... ولا زالت اللذات فيك اتصالها (١)

فكم فيك من شمس على غصن بانة ... يميت ويحيي هجرها ووصالها

مغانيك فوق النيل أضحت هوادجًا ... ومختلفات الموج فيها جمالها

ومن أعجب الأشياء جنة ... ترف على أهل الضلال ظلالها

وقال ظافر الحداد:

انظر إلى الروضة الغراء والنيل ... واسمع بدائع تشبيهي وتمثيلي (٢)

وانظر إلى البحر مجموعا ومفترقًا ... هناك أشبه شيء بالسراويل

والريح تطويه أحيانا وتنشره ... نسيمها بين تفريك وتعديل

الأسعد بن مماتي في الروضة، وقد حلها السلطان الملك الكامل:

جزيرة مصر، أنت أشرف موضع ... على الأرض لما حل فيك محمد

وفيك علا البحران لكن كف ذا ... على الناس أندى بالعطاء وأجود

وأصبحت الأغصان من فرح به ... تمايل، والأطيار فيك تغرد

يرق نسيم حين سار وجدول (٣) ... ويشدو هزاز حين يرقص أملد


(١) ح: "فما زالت".
(٢) حلية الكميت ٢٦٥.
(٣) ح: "فرق نسيم".