للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن كانت كتابة فهي اسم من رمي بتلك الحصاة. وهذا حدس لا مستند له. والله أعلم.

[ص ١١٢] ٦ - تقدم في فصل (هـ) من القسم الأول ما جاء في تأثير الحجارة فيهم، وأن الراجح أنها كانت تجرح من أصابته جرحًا ما، فيتقرح ذلك الموضع، ويصيب صاحبه الجدري والحكة ونحو ذلك. ومن لم تصبه جُدر بالعدوى العادية، ففرّوا يتساقطون عند كل منهل.

* * * *

{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)}

١ - الفاء عاطفة سببية، أي فجعلهم الله بما أصابهم من الحجارة التي رمتهم بها الطير وما أحدثته فيهم من الآثار كعصف مأكول.

٢ - "العصف" في أكثر الروايات عن السلف هو التبن، وفي بعضها أنه ورق الزرع، وفي بعضها أنه الورق مطلقًا (١). وكأنه مأخوذ من عصفت الريح، لأنها تعصف به، أي تذهب به.

٣ - اختلف في قوله: {مَأْكُولٍ} قيل: إن المراد: أصابه الأُكال، أي أكلته الدود، فالمعنى: كورق الزرع الذي أكلته الدود، فتفرق وتمزق، وعصفت به الريح، فذهب شذر مذر.

وقيل: المراد: أكلته البهائم، أي أكلت منه، وداسته، فهو فضلة ما أكلته، فإنه أشد هوانًا له على الناس.

وقيل: المراد: أكلته البهائم فراثته، ولكن القرآن ترفَّع عن التصريح.


(١) راجع تفسير ابن جرير (٢٧/ ٦٤) و (٣٠/ ١٦٩). [المؤلف].