للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله سبحانه: {لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [ص ٢٤] مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا} بغيُ السبيل عوجًا لازمٌ للصدِّ عنها، فهو بمنزلة النعت الذي يؤتى به للذمِّ، نحو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وكذلك التظاهر مع الإخراج في الآية الرابعة.

وهذا ما يتعلق بالضرب الأول.

فأما الثاني: فقوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فذنب العالم ــ كما قيل ــ ذنبان، فكأنه تعالى وبَّخهم على الذنب من حيث هو، ثم وبَّخهم عليه من حيث إنهم يعلمون أي: ليسوا من الجهال.

ونحو ذلك يقال في الآية الثانية. والله أعلم (١).

[ص ٢٥] تقرير المجاز في استعمال ما هو للحال فيما هو ماضٍ أو مستقبل (٢)

اعلم أنَّ للأمر الواقع في الحال خواصَّ بملاحظتها يكون التجوُّز:

منها: الاستمرار من الحال إلى الاستقبال. أعني تلك اللحظات الثلاث التي تقدَّم بيانها في الفائدة الخامسة والسادسة. وكأنه بملاحظتها كان التجوُّز في استعمال المضارع للاستمرار من الماضي البعيد إلى المستقبل البعيد، كما مرَّ في الفائدة السابعة. ويمكن تقريره بوجوه لا تخفى على المتأمل.

ومنها: الملابسة للحال، فإنَّ الواقع في الحال ملابس له بالظرفية، فيشبَّه


(١) ترك بعده بقية الصفحة بيضاء.
(٢) كتب أولًا قبل هذا العنوان رقم (١١)، ثم غيَّره إلى (١٤).