للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَرَضيّة قوية، فكانت الحجارة تجرح، فتتصل المادة [ص ٣٦] بالدم، فينشأ المرض. والله أعلم.

فأما روايات النفوذ ففيها مقال كما تقدم، ومع ذلك فالجمع ممكن، فيقال: منهم من أصابه الحجر في رأسه فنفذ من الجانب الآخر، فأقعصه. ومنهم من أصابه في ذراعه، أو كفه، أوقدمه، ونحو ذلك، فنفذ من الجانب الآخر. ولا يلزم من ذلك الموت حالا، ولكن تقرح مدخل الحجر ومخرجه فكان الجدري ونحوه. ولعل منهم من لم يصبه حجر، ولكن جُدِر بالعدوى العادية. ولعل بعضهم سلم فنجا، وبعض من جُدِر لم يمت، كالرجلين اللذين رأتهما أم المؤمنين بمكة.

٣ - عامة الروايات التي وصفت الحجارة بيّنت أنها كانت حصىً صغارًا نحو الحمص.

وشذّت رواية ذكرها الألوسي في تفسيره أنها كانت كبارًا، منها ما هو كالإبل البوارك (١). وهذه الرواية غلط، كأن راويها سمع من ينعت {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [هود: ٨٢، الحجر: ٧٤] في قصة قوم لوط، فتوهم أن ذلك في قصة أصحاب الفيل، أو توهم أن ذلك الكبر لازم لكل حجارة من سجيل.

وذكر ابن إسحاق (٢) قصيدة لامرأة تعظ ابنها، وفيها:

والفيلُ أُهلِكَ جيشُه ... يُرمَون فيها بالصخورْ


(١) روح المعاني (٩/). [المؤلف]. ط دار إحياء التراث (٣٠/ ٢٣٧).
(٢) سيرة ابن هشام. [المؤلف]. ط السقا (١/ ٢٦).