للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَنْ أَبِي وَائِلٍ (١) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (٢) قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم يوماً، وَخَطَّ لَنَا سُلَيْمَانُ خَطًّا طَوِيلًا (٣)، وَخَطَّ عَنْ يمينه وعن يساره، فقال: ((هذه (٤) سَبِيلُ اللَّهِ)، ثُمَّ خَطَّ لَنَا خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَيَسَارِهِ) (٥)، وَقَالَ: "هَذِهِ سُبُلٌ، وَعَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ"، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} يعني الخطوط {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (٦) (٧).


=وهو الإمام أبو بكر عاصم بن بهدلة بن أبي النجود الأسدي، مولاهم، وهو المقرئ الكبير، قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش الأسدي، وحدث عنهما وعن أبي وائل وطائفة، تصدر للإقراء مدة بالكوفة، وكان أحسن الناس صوتاً بالقرآن، قال ابن حجر: صدوق له أوهام، وقال الدارقطني: في حفظه شيء. توفي سنة سبع وعشرين مئة.
انظر: سير أعلام النبلاء (٥/ ٢٥٦)، تهذيب التهذيب لابن حجر (٥/ ٣٨)، الجرح والتعديل للرازي (٦/ ٣٤٠).
(١) هو الإمام الكبير أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، مخضرم، أدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يره، وروى عن عدد من الصحابة وغيرهم، وكان ثقة كثير الحديث، توفي سنة اثنتين وثمانين.
انظر: تقريب التهذيب لابن حجر (١/ ٣٥٤)، تهذيب التهذيب له (٤/ ٣٦١)، الكاشف للذهبي (٢/ ١٣).
(٢) هو ابن مسعود رضي الله عنه.
(٣) كأن الراوي يروي ما فعله سليمان بن حرب وهو يحدث أصحابه.
(٤) في (ت) و (ر) و (ط): "هذا".
(٥) ما بين المعكوفين ساقط من (ت).
(٦) سورة الأنعام، آية (١٥٣).
(٧) رواه الإمام أحمد في المسند عن ابن مسعود (١/ ٤٣٥ ـ ٤٦٥)، ورواه الإمام الدارمي في المقدمة من سننه (١/ ٧٨)، ورواه الإمام المروزي في السنة عنه (ص١٠)، ورواه الإمام الآجري في الشريعة (ص١٠)، ورواه ابن جرير في تفسيره عند الآية (٨/ ٨٨)، ورواه الإمام اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنّة (١/ ٨٠ ـ ٨١)، ورواه الإمام ابن بطة في الإبانة الكبرى (١/ ٢٩٣ ـ ٢٩٤)، ورواه الإمام الحاكم في المستدرك (٢/ ٢٣٩)، قال: صحيح الإسناد لم يخرجاه، وراه ابن عاصم في السنّة (١/ ١٣)، وحسن الشيخ الألباني إسناده في تعليقه على السنة، وكذلك في تعليقه على المشكاة (١/ ٥٨).