وذكر السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص١٤١ رقم ٢٧٩) حديث: "الباذنجان لما أكل له"، وقال: "باطل لا أصل له، وإن أسنده صاحب تاريخ بلخ"، ثم ذكر حديث الديلمي السابق وأحاديث أخرى، وقال: "كلها باطلة"، ونقل عن بعض الحفاظ قوله: "إنه من وضع الزنادقة"، ونقل عن الزركشي قوله: "وقد لهج به العوام، حتى سمعت قائلاً منهم يقول: هو أصح من حديث "ماء زمزم لما شرب له"، وهذا خطأ قبيح". وانظر "كشف الخفاء" (١/ ٢٧٨ ـ ٢٧٩ رقم ٨٧٤). وأخرج ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ١٢٤ ـ ١٢٦ رقم ١٣٣٨) حديث: "إنما الباذنجان شفاء من كل داء، ولا داء فيه"، وقال: "هذا حديث موضوع على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلا سقى الله الغيث قبر من وضعه؛ لأنه قصد شَيْنَ الشريعة ... " إلخ ما قال. وانظر حاشية محقق "الموضوعات"، و"لسان الميزان" (٥/ ٣٧). (١) حديث تواجد النبي صلّى الله عليه وسلّم واهتزازه عند السماع: أخرجه محمد بن طاهر المقدسي في كتاب: "السماع" ـ كما في "لسان الميزان" (٥/ ٢٦٤ ـ ٢٦٥) ـ، ومن طريقه رواه السهروردي في "عوارف المعارف" (ص١٠٨ ـ ١٠٩)، من طريق الهيثم بن كليب الشاشي، عن أبي بكر عمار بن إسحاق، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنشده أعرابي: قد لَسَعَتْ حيّة الهوى كبدي ... فلا طبيب لها ولا راقي إلا الحبيب الذي شُغفت به ... فعنده رقيتي وترياقي فتواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه، فقال معاوية: ما أحسن لهوكم! فقال: "مهلاً يا معاوية! ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر الحبيب". قال السهروردي: "فهذا الحديث أوردناه مسنداً كما سمعناه ووجدناه، وقد تكلم في صحته أصحاب الحديث ... ، ويخالج سري أنه غير صحيح ... ". وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث في "الفتاوى" (١١/ ٥٦٣) عن ابن طاهر والسهروردي، ثم قال: "فهو حديث مكذوب موضوع باتفاق أهل العلم بهذا الشأن ... ". ونقل السخاوي في "المقاصد" (ص٣٣٣ رقم ٨٥٦) كلام شيخ الإسلام هذا وأقرّه. واتهم الذهبي في "الميزان" (٣/ ١٦٤) عمار بن إسحاق بهذا الحديث، فقال: "كأنه واضع هذه الخرافة التي فيها: قد لسعت حية الهوى كبدي، فإن الباقين ثقات". وانظر "السلسلة الضعيفة" (٢/ ٣٤ رقم ٥٥٨) للشيخ الألباني.