وفي سنده ابن أبي سبرة، وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، وقد رموه بالوضع كما في التقريب (٨٠٣٠)، فالحديث موضوع من طريقه. ٢ ـ الطريق الثانية: أخرجها ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٤٤٠ رقم ١٠١٠) من طريق علي بن الحسن، عن سفيان الثوري، عن ليث، عن مجاهد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "يا علي! من صلى مائة ركعة في ليلة النصف من شعبان ... " الحديث بطوله. وقد حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وأعلّه بجهالة بعض رواته وضعف بعضهم، وأقره السيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٥٧ ـ ٥٩). وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص١٨٥ ـ ١٨٦ رقم ٤٣٥): "والظاهر أنه من وضع علي هذا"، يعني علي بن الحسن بن يعمر السامي الراوي لهذا الحديث عن سفيان الثوري، فإنه ذكر الحديث في ترجمته في "ميزان الاعتدال" (٣/ ١١٩ ـ ١٢٠) وقال: "وهو باطل، وهو على هذا في عداد المتروكين عفا الله عنه"، وكان قد نقل عن ابن حبان قوله في علي هذا: "لا يحلّ كتب حديثه إلا على جهة التعجب". ونقل الحافظ ابن حجر في "اللسان" (٥/ ٢١١ ـ ٢١٢) عن الدارقطني قوله: "مصري يكذب يروي عن الثقات البواطيل". ٣ ـ الطريق الثالثة: أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (٣/ ٣٨٦ ـ ٣٨٧ رقم ٣٨٤١)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٤٤٤ ـ ٤٤٥ رقم ١٠١٤)، كلاهما من طريق عثمان بن سعيد بن كثير، عن محمد بن المهاجر، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم؛ قال: قال علي: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة ... الحديث. قال البيهقي: "يشبه أن يكون هذا الحديث موضوعاً، وهو منكر، وفي [رواته]ـ مثل عثمان بن سعيد ـ مجهولون". وقال ابن الجوزي: "وهذا موضوع أيضاً، وإسناده مظلم، وكأن واضعه يكتب من الأسماء ما يقع له، ويذكر قوماً ما يعرفون، وفي الإسناد محمد بن مهاجر، قال ابن حبان: يضع الحديث". وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص١٨٦ رقم ٤٣٨): "إسناده مظلم، وفيه كذاب". وأما حديث ابن عمر: فأخرجه ابن الجوزي أيضاً برقم (١٠١١) من طريق الحسين بن إبراهيم، قال: أنبأنا محمد بن جابان المذكِّر ... ، فساقه بسنده إلى يزيد بن محمد،=