وأعله ابن الجوزي بأن في رواته مجاهيل، وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص١٨٦ رقم ٤٣٦): "وهذا من عمل الحسين بن إبراهيم أو شيخه، والإسناد ظلمة" وتعقب السيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٥٩) ابن الجوزي بطريق أخرجها الديلمي من طريق محمد بن عبد الرحمن العرزمي، عن عمرو بن ثابت، عن محمد بن مروان الذهلي، عن أبي يحيى قال: حدثني أربعة وثلاثون من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ قالوا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكر مثله سواء. وهذا حديث موضوع أيضاً. فمحمد بن عبد الرحمن العرزمي قال عنه الدارقطني: "متروك الحديث" كما في "لسان الميزان" (٦/ ٣١٩)، وعمرو بن ثابت الحداد رافضي متروك، وقد فصّلت القول فيه في "سنن سعيد بن منصور" (٢/ ٥٤٠)، ومحمد بن مروان الذهلي قال عنه الذهبي في "الميزان" (٤/ ٣٣): "لا يكاد يعرف"، وأبو يحيى لم أعرفه، ولا أظنه القتّات. وأما حديث معاذ بن جبل: فأخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (١/ ٢٤٨ ـ ٢٤٩ رقم ٣٧٤) من طريق سويد بن سعيد، ثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة النصف من شعبان"، ولم يذكر الخامسة. وأخرجه نصر المقدسي في "جزء من الأمالي" ـ كما في "السلسلة الضعيفة" (٥٢٢) للشيخ الألباني ـ، وذكر أن الليالي أربع، وذكر ليلة الفطر بدل ليلة النصف من شعبان. وفي إسناد الأصبهاني تصحيف في موضعين: الأول: قوله: "عبد الرحمن بن زيد"، والصواب: "عبد الرحيم بن زيد" كما في إسناد المقدسي. الثاني: تصحف فيه "وهب" إلى: "دهب". والحديث ضعيف جداً؛ فيه ثلاث علل: ١ ـ سويد بن سعيد الحدثاني ضعيف، وفي "التقريب" (٢٧٠٥): "صدوق في نفسه، إلا أنه عمي، فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش فيه ابن معين القول". ٢ ـ عبد الرحيم بن زيد العَمِّي متروك، كذبه ابن معين كما في "التقريب" (٤٠٨٣). ٣ ـ زيد بن الحواري العَمِّي ضعيف كما في "التقريب" (٢١٤٣). وقد حكم عليه الشيخ الألباني ـ في الموضع السابق ـ بالوضع. وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه ابن الجوزي (٢/ ٤٤٣ ـ ٤٤٤ رقم ١٠١٣) من طريق=