قال ابن الجوزي: "وهذا موضوع أيضاً، وفيه جماعة مجهولون، وقبل أن نصل إلى بقية وليث وهما ضعيفان، فالبلاء ممن قبلهم". وأقرّه عليه السيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٥٩). وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص١٨٦ رقم ٤٣٧): "وإسناده ظلمات إلى بقية". وأما حديث أنس بن مالك: فيرويه محمد بن سعيد الميلي، عن محمد بن عمرو البجلي، عن النضر بن شميل، عن شعيب بن عبد الملك، عن الحسن البصري، عن أنس مرفوعاً: "من صلى ليلة النصف من شعبان خمسين ركعة ... " فذكر حديثاً طويلاً في فضل من صلى هذه الركعات في تلك الليلة. رواه ابن ناصر كما في "ميزان الاعتدال" للذهبي (٣/ ٥٦٥ ـ ٥٦٦)، وقد أعله الذهبي بمحمد بن سعيد الميلي، فقال: "لا يُدرى من هو"، وقال عن شيخه محمد بن عمرو البجلي: "مجهول مثله". ثم قال الذهبي: "فقبّح الله من وضعه! فلقد فاه من الكذب والإفك ما لا يوصف ... ، فما أتعجَّب إلا من قلّة ورع ابن ناصر، كيف روى هذا وسكت عن توهينه؟ فإنا لله! ". وأما مرسل محمد بن علي الباقر: فأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٤٤٢ ـ ٤٤٣ رقم ١٠١٢) من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد في مائة ركعة ... " الحديث. وفي سنده إلى جعفر عدة مجاهيل، ولذلك عقَّب عليه ابن الجوزي وعلى حديثي علي وابن عمر بقوله: "هذا الحديث لا يُشك في أنه موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل، وفيهم ضعفاء بمرة ... " إلخ ما قال. (١) قوله: "وليلة أول جمعة من رجب": هي صلاة الرغائب التي تقدم تخريجها. (٢) لم أجد فيها شيئاً. (٣) صلاة الأسبوع: هي عدة أحاديث ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٤١٧ ـ ٤٢٨ رقم ٩٩٣ ـ ١٠٠١) في فضل صلاة ليلة السبت ويومه، والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، وحكم عليها بالوضع، واتهم بها الحسين بن إبراهيم وغيره. وذكرها ابن القيم في "المنار المنيف" (ص٤٨ ـ ٤٩)، وقال: "واستمرَّ هذا الكذاب=