للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكتاب بأَحد المحملين (١) مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ اتِّبَاعٌ لِمَا تَشَابَهَ مِنَ الأَدلة.

وفي الحديث: "مثل أُمتي كمثل المطر (٢)، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَم آخِرُهُ" (٣). قَالُوا: فَهَذَا يَقْتَضِي أَنه لَمْ يَثْبُتْ لأَول هَذِهِ الأُمة فَضْلٌ عَلَى الْخُصُوصِ دُونَ آخِرِهَا، وَلَا الْعَكْسُ، ثُمَّ نُقِلَ: "إِن الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" (٤). فَهَذَا يقتضي تفضيل الأَولي


(١) في (خ): "المحامل".
(٢) في (خ) و (م): "كمطر".
(٣) أخرجه الطيالسي (٢٠٢٣)، وأحمد (٣/ ١٣٠ و١٤٣)، والترمذي (٢٨٦٩)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٢٤٦)، جميعهم من طريق حماد بن يحيى الأبحّ، عن ثابت البناني، عن أنس، به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
وفي سنده حماد بن يحيى الأبحّ وهو صدوق يخطئ كما في "التقريب" (١٥١٧).
وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" برقم (٦٨ و٦٩) من طريق إبراهيم بن حمزة بن أنس، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، ومن طريق هدبة بن خالد، عن عبيد بن مسلم السابري، عن ثابت.
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٧/ ٦): "وهو حديث حسن له طرق يرتقي بها إلى الصحة".
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٧٢٢٦/ الإحسان)، والبزار (١٤١٢)، والرامهرمزي (٧٠)، ثلاثتهم من طريق فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن عبيد بن سليمان الأغرّ، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، به.
وعبيد بن سليمان الأغر ذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ١٥٦)، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ٤٤٢ رقم ١٤٣٩) وقال: "حديثه لا يصح"، وذكره في "الضعفاء" أيضاً كما في "تهذيب الكمال" (١٩/ ٢١٢)، فاستدرك ذلك عليه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (٥/ ٤٠٧ رقم ١٨٨٨) فقال: "لا أرى في حديثه إنكاراً، يحوّل من كتاب "الضعفاء" الذي ألّفه البخاري"، وذكره العقيلي في "الضعفاء" (٣/ ١١٥) تبعاً لشيخه البخاري، وقال: "ولا يصح حديثه"، وقال ابن حجر في "التقريب" (٤٤٠٧): "صدوق".
وفضيل بن سليمان النّميري البصري صدوق له خطأ كثير كما في "التقريب" (٥٤٦٢).
وللحديث طرق أخرى ذكرها الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (٢٢٨٦) وحكم على الحديث بمجموعها بالصحة.
(٤) أخرجه مسلم في "صحيحه" (١٤٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.