للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَدْ أُنْشِدَ الشِّعْرُ بَيْنَ يَدي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (١)، وَرَقَّت نفسُهُ الْكَرِيمَةُ، وذَرَفَتْ عَيْنَاهُ لأَبيات أُخت النَّضْر؛ لِمَا طُبِعَ عليه من الرأفة والرحمة (٢).


=كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة؛ قال: لما نزلت: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ *} إلى قوله: {يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ}؛ قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله! قد علم الله أني منهم، فأنزل الله: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} إلى قوله: {يَنْقَلِبُونَ}.
وعروة تابعي، فالسند ضعيف لإرساله.
٣ ـ أخرجها ابن جرير الطبري (١٩/ ٤١٨) من طريق شيخه محمد بن حميد الرازي، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن عطاء بن يسار؛ قال: نزلت: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ *} إلى آخر السورة في حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك.
وسنده ضعيف جداً؛ فبالإضافة لإرساله، وجهالة الراوي عن عطاء بن يسار، فإنه من رواية محمد بن حميد الرازي وقد اتهمه بالكذب عدد من الأئمة. انظر: ترجمته بطولها في "تهذيب الكمال" (٢٥/ ٩٧ ـ ١٠٨).
(١) روى البخاري (٤٥٣، ٣٢١٢)، ومسلم (٢٤٨٥)، كلاهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن عمر مرّ بحسّان وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك الله! أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس". قال: نعم.
وأخرج الترمذي (٢٨٤٧)، والنسائي (٢٨٧٣، ٢٨٩٣)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٥٢١، ٥٧٨٨/ الإحسان)، وابن خزيمة (٢٦٨٠)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله
ضرباً يُزيل الْهَاَم عن مَقِيْلِهِ ... ويُذهل الخليل عن خليله
فقال له عمر: يا ابن رواحة! بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي حرم الله تقول الشعر؟!
فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: "خلِّ عنه يا عمر! فلهي أسرع فيهم من نَضْح النَّبل".
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضاً عن معمر ... "، وذكر كلاماً اعترض عليه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٧/ ٥٠٢)، ومال إلى تصحيح الحديث، وذكر أن له طريقين إحداهما على شرط الشيخين، والأخرى على شرط مسلم، فانظره إن شئت.
(٢) ذكرها ابن إسحاق في "السيرة" كما في "السيرة" لابن هشام (٣/ ٤٢ ـ ٤٣) بلا إسناد، وهي في قصة قتل النبي صلّى الله عليه وسلّم للنضر بن الحارث يوم بدر صبراً، فقالت أخته قُتيلة بنت الحارث أبياتاً مطلعها:
يا راكباً إن الأُثَيْل مظنّة ... من صبح خامسةٍ وأنت موفّق=