للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عامر (١) بن عبد الله بن الزبير (٢)؛ قَالَ: جِئْتُ أَبي، فَقَالَ: أَين كُنْتَ؟ فَقُلْتُ: وَجَدْتُ أَقواماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَيَرْعُدُ أَحدُهم حَتَّى يُغشى عَلَيْهِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (٣)، فَقَعَدْتُ مَعَهُمْ. فقال: لا تقعدْ معهم (٤) بعدها. فرآني كأَنه لَمْ يأَخذ ذَلِكَ فيَّ، فَقَالَ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو الْقُرْآنَ، ورأَيت أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَتْلُوَانِ الْقُرْآنَ (٥)، فَلَا يُصِيبُهُمْ هَذَا، أَفتَرَاهُم أَخشعَ لِلَّهِ مَنْ أَبي بكر وعمر؟ فرأَيت أن ذلك كذلك، فتركتهم. انتهى (٦).

وَهَذَا يُشْعِر (٧) بأَن ذَلِكَ كلَّه تعمُّلٌ وتكلُّفٌ لَا يُرضى بِهِ أهلُ الدِّين.

وَسُئِلَ مُحَمَّدُ بن سيرين عن الرجل يُقْرَأُ عنده القرآن (٨) فَيَصْعَقُ؛ فَقَالَ: مِيعَادُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ أَن يُجْلَسَ عَلَى حَائِطٍ، ثُمَّ يُقرأُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ مِنْ أَوّله إِلى آخِرِهِ، فإِن وَقَعَ فَهُوَ كما قال (٩).


=الزبير بن بكار، عن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به.
والطبراني أخرجه في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣٧٧ رقم ١٧٦٥٠).
والزبير بن بكار أخرجه في "الموفقيات" كما في "الدر المنثور" (٧/ ٢٢٢).
وسنده ضعيف لضعف عبد الله بن مصعب كما يتضح من ترجمته في "لسان الميزان" (٤/ ٣٦٠).
(١) في (خ) و (م): "جابر" بدل "عامر".
(٢) في (خ): "أن ابن الزبير رضي الله عنه".
(٣) سقط لفظ الجلالة "الله" من (ر).
(٤) قوله: "معهم" ليس في (خ)، و (م).
(٥) قوله: "القرآن" ليس في (م).
(٦) قوله: "انتهى" ليس في (خ).
(٧) قوله: "يشعر" ليس في (خ).
(٨) قوله: "القرآن" ليس في (خ).
(٩) أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص٢١٥) من طريق زيد بن الحباب، عن حمران بن عبد العزيز وجرير بن حازم؛ أنهما سمعا محمد بن سيرين ... ، فذكره.
كذا جاء فيه: "حمران بن عبد العزيز"، وصوابه: "عمران".
فقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٢٦٥) من طريق زياد بن يحيى، عن عمران بن عبد العزيز؛ قال: سمعت محمد بن سيرين، فذكره.
ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص٢٨٣).
وأخرجه ابن الجوزي أيضاً من طريق أبي عمر حفص بن عمر الضرير، عن جرير بن حازم، عن ابن سيرين، به.=