للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقِيلَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (١): إِن قَوْمًا إِذا سمعوا القرآن صَعِقُوا (٢)! فَقَالَتْ: إِنَّ (٣) الْقُرْآنَ أَكرم مِنْ أَن (٤) تَنْزِفَ عَنْهُ عُقُولُ الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (٥).

وَعَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه سُئِلَ عَنِ الْقَوْمِ يُقرأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ فيُصْعَقون، فَقَالَ: ذَلِكَ فِعْلُ الْخَوَارِجِ (٦).

وَخَرَّجَ أَبُو نعيم (٧)


(١) أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص٢١٤ ـ ٢١٥) من طريق هشام بن حسان؛ قال: قيل لعائشة ... ، فذكره.
وسنده ضعيف؛ فهشام بن حسان لم يلق أحداً من الصحابة كما قال ابن المديني، انظر: "جامع التحصيل" (ص٢٩٣).
(٢) قوله: "صعقوا" سقط من (م)، وفي (خ): "إذا سمعوا القرآن يغشى عليهم".
(٣) قوله: "إن" ليس في (غ) و (ر)، وليس هو في الطبعة التي صار العزو إليها من "فضائل القرآن" لأبي عبيد، وهو مثبت في بعض نسخه؛ كما في النسخة المغربية بتحقيق أحمد الخياضي رقم (٣٧٤).
(٤) في (م): "أكرم ميزان".
(٥) سورة الزمر: آية (٢٣).
(٦) أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص٢١٥) من طريق زيد بن الحباب، عن مسيّب العنبري، عن قتادة، عن أنس، به.
وفي سنده مسيّب العنبري ولم أجد له ترجمة.
والظاهر أنه تصحّف عن "شبيب بن مهران أبي زياد القسملي البصري" المترجم في "التاريخ الكبير" للبخاري (٤/ ٢٣٣)، "والجرح والتعديل" (٤/ ٣٦٠)، فإنه يروي عن قتادة، وعنه زيد بن الحباب، وقد أخرج هذا الأثر من طريقه البخاري في الموضع السابق عن قتادة، وذكر ـ أي البخاري ـ أن زيد بن الحباب رواه عنه.
ثم وجدته في الطبعة المغربية من "فضائل القرآن" لأبي عبيد (٣٧٥): "شبيب العبدي"، وهو ابن مهران، فزال الإشكال والحمد لله.
وأخرجه ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص٢٨٢) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن شبيب، به. ولم يتكلم البخاري ولا ابن أبي حاتم عن شبيب بجرح ولا تعديل، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٤٤٣)، وذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (٣٦٦٢)، ونقل عن السيف ابن المجد الحافظ قوله: "فيه بعض الكلام".
(٧) في "الحلية" (٣/ ١٦٧)، ومن طريقه ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص٢٨٢ ـ ٢٨٣)، من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، عن شيخه محمد بن العباس، عن=