للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرَّج (١) سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (٢) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (٣) عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: قلت لِجَدَّتي أَسماءَ: كيف كان يصنع (٤) أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا قَرَؤُوا الْقُرْآنَ؟ قَالَتْ: كَانُوا كَمَا نَعَتَهُم اللَّهُ: تَدْمَعُ أَعينهم، وتَقْشَعِرّ جُلُودُهُمْ. قُلْتُ: إِنَّ نَاسًا (٥) هَاهُنَا إِذا سَمِعُوا ذَلِكَ تأْخذهم عَلَيْهِ غَشْيَة. فَقَالَتْ: أَعوذ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.

وخرج أَبو (٦) عبيد (٧) من حديث أَبي حَازِمٍ؛ قَالَ: مرَّ ابْنُ عُمَرَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهل الْعِرَاقِ سَاقِطٌ وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا (٨): إِذا قُرِئ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، أَو سَمِعَ اللَّهَ يُذْكَر خرَّ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَاللَّهِ إِنا لَنَخْشَى الله وما (٩) نسقط. وهذا إنكار.


(١) في (ر) و (غ) و (م): "خرج".
(٢) وهو جزء من "السنن"، والأثر فيه برقم (٩٥)، وسنده صحيح، وقد خرجته وتكلمت عنه هناك، فانظره إن شئت.
(٣) قوله: "عبد الله بن" مكرر في (غ) و (ر).
(٤) قوله: "يصنع" سقط من (خ) و (م).
(٥) في (خ): "نسا".
(٦) في (خ) و (م): "ابن".
(٧) في "فضائل القرآن" (ص٢١٤) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي؛ قال: سمعت أبا حازم يقول: مرَّ ابن عمر ... ، فذكره.
وسنده حسن، فسعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي ليس به بأس كما قال الإمام أحمد، وقد وثقه ابن معين وابن نمير وموسى بن هارون والعجلي وأبو عبد الله الحاكم، وقال عنه أحمد ما تقدم. وقال النسائي: "لا بأس به". وقال ابن عدي: "له أحاديث غرائب حسان، وأرجو أنها مستقيمة، وإنما يهم عندي في الشيء بعد الشيء، فيرفع موقوفاً، أو يصل مرسلاً، لا عَنْ تَعَمُّد". وقال أبو حاتم: "صالح". وقال يعقوب بن سفيان: "ليِّن الحديث". وقال زكريا الساجي: "يروي عن هشام وسهيل أحاديث لا يتابع عليها". وبالغ ابن حبان في تضعيفه. وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام، وأفرط ابن حبان في تضعيفه". انظر: "تهذيب الكمال" (١٠/ ٥٢٨ ـ ٥٣٢)، و"تهذيب التهذيب" (٢/ ٣٠)، و"التقريب" (٢٣٦٣).
وأخرجه البغوي في "تفسيره" (٤/ ٧٧)، وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص٢٨٢)، كلاهما من طريق سعيد بن عبد الرحمن، به.
(٨) في (غ) و (ر): "فقا".
(٩) في (خ): "ولا".