للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=وقد ذهب الدارقطني إلى إعلال رواية ثابت هذه بالإرسال، فنقل عنه الضياء في "المختارة" (٥/ ١١٣) قوله: "رواه سلام أبو المنذر وسلامة بن أبي الصهباء وجعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس. وخالفهم حماد بن زيد، عن ثابت، مرسلاً. والمرسل أشبه بالصواب".
٤ ـ طريق قتادة.
أخرجه النسائي (٣٩٤١) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: "لم يكن شيء أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد النساء من الخيل".
وهذا متن غير السابق، ولكنه يدل على جزء من الحديث؛ وهو محبة النبي صلّى الله عليه وسلّم للنساء، وقد يكون المذكور في الحديث السابق ـ "النساء والطيب" ـ من جملة ما يحب النبي صلّى الله عليه وسلّم، وليس كل ما يحب، ولذلك ذكر في هذا الحديث الخيل.
وربما أراد النسائي بهذا إعلال أحد الحديثين بالآخر، والله أعلم.
الثاني: طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٣٢١)، والطبراني في "الأوسط" (٥٧٧٢)، و"الصغير" (٧٤١)، والخطيب في "تاريخه" (١٤/ ١٩٠)، جميعهم من طريق يحيى بن عثمان، عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، به مرفوعاً.
قال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعي إلا الهقل، تفرد به يحيى".
وقال الخطيب: "تفرد برواية هذا الحديث هكذا موصولاً هقل بن زياد، عن الأوزاعي، ولم أره إلا من رواية يحيى بن عثمان عن هقل. وخالفه الوليد بن مسلم، فرواه عن الأوزاعي، عن إسحاق، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مرسلاً، لم يذكر فيه أنساً"، ثم ساقه بسنده إلى الوليد.
وأخرج الضياء في "المختارة" (١٥٣٣) هذا الحديث من طريق الطبراني، ونقل قول الطبراني في تفرد هقل عن الأوزاعي، ويحيى بن عثمان عن هقل، ثم تعقبه بقوله: "لم ينفرد به يحيى، فقد رواه عنه عمرو كما قدمنا".
وكان قد قدّم رواية الحديث برقم (١٥٣٢) من طريق أبي محمد الحسن بن محمد المخلدي بسنده عن عمرو بن هاشم البيروتي، عن هقل، به.
ونقل الضياء أيضاً عن البرديجي أنه أعلّ هذا الحديث بقول: "إنما العلّة من قبل الراوي الذي هو دون الأوزاعي".
وتعقبه الضياء بأنه أعلّ رواية في الصحيحين أو أحدهما غير هذه، وهي من رواية إسحاق عن أنس، وقال إنها منكرة.
وذهب الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله إلى تصحيح هذه الرواية في "الصحيحة"=