قلت: وفي بعض المصادر المتقدمة التي أخرجته جاء من رواية علي بن المهاجر، وهذا يوهم أن علي بن أبي طالب الدّهان توبع عليه، فيستدرك على ابن عدي، وليس كذلك، فقد أخرج الخطيب في الموضع السابق من "الموضح" هذا الحديث من طريق علي بن مهاجر، ثم قال: "وهو علي بن أبي طالب الدهّان ... "، ثم أخرج الحديث مرة أخرى بتسميته علي بن أبي طالب، ثم قال: "قال لنا أبو نعيم: لم يروه عن الأعمش إلا الهيصم، وعنه علي بن أبي طالب، واسم أبي طالب: مهاجر". وذكر ابن الجوزي في "الموضوعات" (١١٤٢) هذا الحديث، وذكر قول العقيلي وابن حبان، وتَعَقَّبَه السيوطي في "اللآلئ" (٢/ ١١١) بالطرق الآتية. وقال الذهبي في ترجمة علي بن مهاجر من "الميزان" (٣/ ١٥٨ رقم ٥٩٥٠): "لا يُدرى من هو، والخبر موضوع". ويدلّ على وضعه: تفرُّد علي بن المهاجر به، عن شيخه الهيصم بن الشَّدَّاخ، عن الأعمش، وعلي وشيخه متكلم فيهما بما سبق ذكره، والأعمش إمام مشهور مكثر جدّاً من الحديث، والرواة عنه كُثُر، ومنهم أئمة كشعبة والثوري، فأين كانوا عن هذا الحديث الذي لا يعرف إلا من طريق هذا المتهم: الهيصم؟!! وانظر "لسان الميزان" (٧/ ٢٧٧). ٢ ـ وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه: العقيلي في "الضعفاء" (٤/ ٦٥)، وابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢٠٠)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ١٩٨)، والبيهقي في "الشعب" (٣٥١٥) ـ من طريق ابن عدي ـ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٩١٠) ـ من طريق العقيلي ـ، جميعهم من طريق حجاج بن نصير، عن محمد بن ذكوان، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن أبي عبد الله، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ... ، فذكره. ذكر العقيلي هذا الحديث فيما ينتقد على محمد بن ذكوان، وزاد عقب إخراجه له قوله: "وسليمان بن أبي عبد الله مجهول بالنقل، والحديث غير محفوظ". وذكره ابن عدي فيما ينتقد على محمد بن ذكوان. وأعله ابن الجوزي بكلام العقيلي، وكذا صنع في "الموضوعات" (٢/ ٥٧٢ ـ ٥٧٣). وللحديث ثلاث علل. أـ حجاج بن نُصير الفَسَاطيطي ضعيف، كان يقبل التلقين كما في "التقريب" (١١٤٨). ب ـ محمد بن ذكوان الأزدي الطّاحي، ويقال: الجَهْضَمي؛ قال عنه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٧٩ رقم ٢٠٦): "منكر الحديث"، وكذا قال أبو حاتم الرازي=