للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأُمهات، لا حرج عليهم (١)، ولا في تكثير النساءِ. ومِنْ هؤلاء هم (٢) العُبَيْديَّة الَّذِينَ مَلَكُوا مِصْرَ وإِفريقية (٣).

وَمِمَّا يُحْكَى عنهم في ذلك: أَنه يكون للمرأَة منهم (٤) ثلاثة (٥) أَزواج وأَكثر في بيت واحد يستولدونها، وتَنسب (٦) الْوَلَدَ لِكُلِّ (٧) وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَيَهْنَأُ بِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، كَمَا الْتَزَمَتِ الْإِبَاحِيَّةُ خَرْقَ هَذَا الْحِجَابَ بِإِطْلَاقٍ، وَزَعَمَتْ أَن الأَحكام الشَّرْعِيَّةَ إِنما هي خاصة بالعوام، وأَما الخواص عندهم (٨) فَقَدْ تَرَقَّوا عَنْ تِلْكَ الْمَرْتَبَةِ، فالنساءُ بإِطلاقٍ حلالٌ لَهُمْ، كَمَا أَن جَمِيعَ مَا فِي الْكَوْنِ مِنْ رَطْبٍ ويابسٍ حلالٌ لَهُمْ أَيضاً، مُسْتَدِلِّينَ (٩) عَلَى ذَلِكَ بِخُرَافَاتِ عَجَائِزَ لَا يَرْضَاهَا ذو عقل {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (١٠)، فَصَارُوا أَضرَّ عَلَى الدِّين مِنْ مَتْبُوعِهِمْ إِبليس، وكأنّ الشاعر إنما كَنَى عنهم (١١) لعنهم الله بقوله (١٢):

وكنتُ امرَءاً مِنْ جُنْد إِبليسَ فَانْتَهَى ... بيَ الفسقُ حتَّى صَارَ إِبليسُ مِنْ جُنْدِي

فَلَوْ ماتَ قَبْلي كنتُ أُحْسِنُ بعدَه ... طرائقَ فِسْقٍ ليسَ يُحْسنُها بعدي


(١) علق رشيد رضا هنا بقوله: لعله سقط من هنا: "في ذلك".اهـ.
(٢) كذا في جميع النسخ! وعلّق رشيد رضا على هذا الموضع بقوله: لا بد أن تكون كلمة "من" أو كلمة "هم" زائدة.
(٣) في (ت): "أفريقية ومصر".
(٤) قوله: "منهم" سقط من (خ) و (م) و (ت).
(٥) في (ت): "ثلاث".
(٦) في (ر) و (غ): "وينسب".
(٧) في (ر) و (غ): "إلى كل".
(٨) في (ت) و (خ): "منهم" وفي (م): "عنهم".
(٩) قوله: "مستدلين" مكرر في (ت).
(١٠) الآية: (٣٠) من سورة التوبة، والآية: (٤) من سورة المنافقون.
(١١) قوله: "وكأن الشاعر إنما كنى عنهم" سقط من (خ) و (م) و (ت).
(١٢) علق رشيد رضا هنا بقوله: "أي: قول الشاعر منهم".